بقلم الكاتب عوض بن صليم القحطاني:
(أخصائي اجتماعي ومستشار أسري)
تعمدت أن أدون هذا العنوان كونه يحمل كلمة (ألم) مضمونة في (الوداع) وفي كلمة (أمل) مضمونة في (الجميل)..فإن الله جميل يحب الجمال.. الحديث.. قال المصطفي صل الله عليه وسلم. َ “لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ”. الراوي : عبدالله بن مسعود .
والمقصود أن هذا الحديث الشريف مشتمل على أصلين عظيمين فأوله معرفة وآخره سلوك فيُعرف الله سبحانه بالجمال الذي لا يماثله فيه شيء ويعبد بالجمال الذي يحبه من الأقوال والأعمال والأخلاق فيحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق وقلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل وجوارحه بالطاعة وبدنه بإظهار نعمه عليه في لباسه وتطهيره له من الأنجاس والأحداث والأوساخ والشعور المكروهة والختان وتقليم الأظفار فيعرفه بصفات بالجمال ويتعرف إليه بالأفعال والأقوال والأخلاق الجميلة فيعرفه بالجمال الذي هو وصفه ويعبده بالجمال الذي هو شرعه ودينه فجمع الحديث قاعدتين المعرفة والسلوك .الفوائد 1/185 ..
كم من وداع بل أغلب الوداع “أليم” ليس بالجميل… فرأيت وأطلب أن يكون (الوداع جميل)..
رجل اقترن بزوجه وخلا بها وعاشرها.. ثم طلقها أو ماتت فكان (الوداع أليم) ابتدأت بضحكة وابتسامة ثم فراش ثم محكمة وشكاوي وعند موت أحدهم يتحسب على الآخر…. بعيدا عن قول حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: لا يَفرَكْ مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر أو قال: غيره[1] رواه مسلم.
لماذا لا ينظر أحدهم للآخر إيجابياته وإن قلت.، أقلهن إيجابية (الذرية بينهن)..
ما أجمل أن يكون (الوداع جميل)!؟
لماذا وما يمنعهم أن يكون (الوداع جميل)!؟..
رجل توظف فكلف بإدارة زملائه فعاملهم بحقد وشخصنه بعيدا عن قول المصطفى صل الله عليه وسلم في حديث عائشة -رضى الله عنها- قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول في بيتي هذا: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به[1]، رواه مسلم. ثم أثناء تقاعده او نقله او وفاته يمر بينهم ويرشقونه بالألفاظ بعد تلك الهيبة الوظيفة المؤقتة التي زالت بزوال المنصب.
لماذا لم يقتد بإدارة المصطفى صل الله عليه وسلم مع أصحابه والتودد بينهم؟!.
ولا ننسى حديث عائشة -رضى الله عنها- قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول في بيتي هذا: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به[1]، رواه مسلم.
كل من ادار بحكمه وتواضع وصبر ثم صبر كان له (الوداع الجميل)..
ما أجمل أن يكون (الوداع جميل)!؟
لماذا وما يمنعهم أن يكون (الوداع جميل)!؟..
أيضا في الحيرة والأبناء والأقارب وفي التعاملات المالية والاجتماعية وكل جوانب الحياة ..
فلنعلم أن هناك لحظه وداع.. فلنتوجها (بالصبر ثم الصبر ثم الصبر وحسن الخلق والتواضع وحفظ اللسان)..
حتى يكون هناك (الوداع الجميل)!؟