اليوم الوطني: من الاحتفال إلى الاستغفال

بقلم الأستاذ: خالد النويس

تمر على المملكة العربية السعودية ذكرى تاريخية غالية تتجدد كل سنة وتحتفل فيها بيومها الوطني والذي يصادف هذه السنة الذكرى ال91 لتأسيسها ومواصلة نهضتها وتطورها وتقدمها بين دول العالم بفضل من الله ثم بفضل الخطط والجهود التي تبذل في سبيل رقي المملكة ورفاهية شعبها وسط نعمة الأمن التي حباها الله بها وهيأ لها رجالا يسهرون على حمايتها في جميع أطرافها .

ومما يحز في النفس أن تنقلب هذه الذكرى الجميلة من استذكار لأبطال عظام وقصص يسطرها التاريخ ويرويها الزمان إلى استغلال فج واستخفاف بعقل المجتمع وابتذال في التعبير عن الاحتفال ومحاولة التكسب من جيب المواطن بأي طريقة كانت باسم اليوم الوطني ، فلا يخفى على الجميع العروض المقيتة التي اشمئز منها الجميع وأثارت حفيظة العقلاء ، بعضها حمل الغرابة وبعضها حمل السذاجة وبعضها حمل التعجيز إن لم يكن أغلبها ، فمن ضمنها التكفل بمصاريف الزواج لمن يكون مجموع عمريهما 91 سنة ، والآخر يشترط على المرأة أن يكون وزنها 91 كيلو لتقديم يوم في شاليه مجانا لها ، وثالث يشترط شراء تسعين حبة من المخبوزات ليحصل على الحبة ال91 مجانا ، ورابع يقدم عرض تكبير أو تصغير (…….) بخصم بضع ريالات من سعره بالآلاف ، وغير ذلك من العروض التي تضمنتها تلك الإعلانات وقرأها الأغلب .

ونحن لانلوم تلك الجهات وغيرها بقدر مانلوم الجهة المشرفة عليهم ألا وهي وزارة التجارة والتي اكتفت بالصمت تجاههم بدلا من ملاحقتهم وإيقاع أقسى العقوبات الرادعة بحق استغفالهم واستخفافهم وتضليلهم ، ودليل ذلك هو استمرار تلك الجهات منذ ثلاث سنوات أو أكثر لم نسمع خلالها أن وزارة التجارة عاقبت وشهرت بجهة واحدة بعقوبات رادعة تساوي مايقومون به .

اليوم الوطني مناسبة وطنية كبيرة اهتمت بها الدولة ومازالت وسعت لإبرازها والاحتفاء بها بالشكل اللائق والواجب ، إلا أن تقصير وزارة التجارة عن الرقابة الصارمة جعل البعض يتمادى فيه ويعتبره مصدر تكسب واستغفال للمواطن ، والأخطر من ذلك عندما يترسخ في أذهان الأطفال أن هذه الذكرى هي عبارة عن يوم إجازة تقدم فيه العروض والتخفيضات فقط ، فهل نرى تحركا قويا من الوزارة ضد هؤلاء المتنفعين باسم الوطنية ؟

الخاتمة :
اليوم الوطني ذكرى أمة صنعت المجد وبلغت القمة ، وليست أمة تلهث خلف عروض مستفزة وتخفيضات غبية أيها المتنفعون .

 

عن عبدالعزيز عطيه العنزي

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

تعليق واحد

  1. للاسف يااستاذ خالد الوضع مزري والتجار يمارسون الاعيبهم بأسم الوطن وخداع المواطن البسيط بأسم الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.