بقلم : حامد الظاهري
تذهب إلى بعض المراكز أو المنشآت الصحية أكانت قطاعاً خاصاَ أو حكومياً وهناك ترى جانباً آخر من البشرية كأنما قطعوا من كوكب آخر أو كانوا من سكان جزيرة مجهولة لم تكتشف.
تلقى موظف أو موظفة الاستقبال وكثير منهم قد سكن الوجوم بين محيا ملامحه حتى تكاد تظن أن بينه وبين البشرى والإبتسامة عداء متأصل ثم تلقى عناء الإنتظار دقيقة تلو دقيقة وساعة تلو ساعة ما بين الانتظار للدخول إلى الطبيب أو الطبيبة وبين انتظار نتائج التحاليل والأشعة.
وعلى مقاعد الإنتظار ترى عجائب خلق الله.. هناك طفل يصرخ ألماً وآخر أزعج المتواجدين بالركض واللعب . على ناصية مقاعد الإنتظار متأنق كأنما جاء “للترقيم” بجواره من يرتدي ثوب المنزل ملطخا بالدماء وعلى القرب منهما من يرتدي ثوباَ لو ثنيته لتكسر من الوسخ! وآخر يرتدي بزة رسمية يتحدث مع مديره أو موظفية عبر الهاتف حتى يعلم الجميع أن الإيميل أرسل منه (CC) إلى الـ (CEO) أما أعجب ماترى هن الحوامتان وهما ممرضتان غالباَ تطوفان أرجاء المنشأة لا تدري أهي الغيبة والنميمة تمشيان سوياً أم التغنج والتميلح أمام الموظفين والمراجعين تسعيان على قدمين لايقمن بأي عمل سوى التجوال أو التحدث بالجوال.
وفي المقابل الممرضة أو الطبيبة المجتهده تعمل بصمت وتتحمل مختلف أمزجة البشر ومع ذلك لاتجد التقدير من إدارة المنشأة أو المدير المباشر، وهنا لاننكر اخلاق بعض الموظفين الرائعة رغم الضغوط التي يتعرضوا لها.
نماذج إيجابية كثيرة تجدها بين أروقة المشافي هل الوضع يحتاج إلى “تطبيل” و “تلميع” وحقيقة الأمر أن كثير من العاملين في الحقل الصحي سواء أكانوا من إداريين أو ممارسين صحين يقدموا الكثير من الواجب والأكثر من الواجب بل يجسد عدد لابأس منهم معنى العمل الإنساني في أسمى صورها ولكن للأسف إما أن يتجاهل الإعلام تسليط الضوء على تلك النماذج المشرقة أو تطغى وتغطي النماذج السيئة على الفئة الرائعة .
أما في العيادة فإنك ترى الكشف النظري من خلال الأسئلة الإستجوابية – غالباً- فإن تكرم الطبيب وقام عن مقعده تنحنح ثم رتب هندامه ولبس القفازات ليفحص بصرياً المريض أو المريضة ومن ثم يعود إلى مكتبه ليدون الوصفة.
لتختتم تلك الزيارة البائسة بالصيدلية التي لايتوفر بها نصف الوصفة لتشري الباقي من صيدلية خارجية، وهذا غيض من فيض وإلا هناك الكثير مما لانعلمه في الجانبين الإيجابي والسلبي وفي تجارب الآخرين مايغني عن الوصف .