من ذاكرة جيل الرواد في ميادين التربية والتعليم

بقلم : أحمد ناصر الهمزة عسيري

نائب آل القبيعي _ بني مغيد: عسير

أخي القاري الكريم :
لا تتفاجأ عندما ترى خطاً جميلاً لبعض المخطوطات القديمة كوثيقة بيع وشراء أو صكٍ شرعي أو سند استلام أو ورقة أسئلة امتحان لبعض المواد الدراسية أو خطاب رسمي من أي جهة أو رسالة شخصية أو قمت بدراسة بعض الملفات القديمة والبيانات في أرشيف عملك بخط موظف قديم .. أو … أو..الخ .

نعم إنك قد تتفاجأ بجمال ذلك المخطوط و تستمتع بروعة عباراته وجماله وتذوّق بلاغته وانسياق أفكاره وترتيبها ومراعاة أولويات النص واللغة والإملاء ..نعم وحق لك هذا !! ، لأننا في هذا الزمن لم نعد كما كان أولئك الجيل…. فصار كل شيء عن طريق الطباعة بشتى وسائل التقنية ولله الحمد والمنة ..مما أغلق النافذة على مخرجات رائعة لبعض المبدعين ذوي المواهب والهمم العالية في فن الخط بأنواعه..

فقد تستغرب من خطوط بعض الشباب والبنات في أي موضوع كان ، عندما يكتب لك بخط يده وربما أنه حاصل على شهادات عالية قد تعاني من قراءة خطه …. ونسبة كبيرة جدا لا يحمل معه قلم ما بجيبه أو حتى في سيارته إلا القليل من الشباب… لأنه لم يعد يستخدم إلا التقنية الحديثة بعكس القدامى ..

سألقي الضوء على أحد الموهوبين من أبناء هذه المنطقة وأعرض له نموذجا رائعا من القليل جدا من روائع خطه الجميل …. أستاذ مبدع من أبناء منطقة عسير تعلم في صغره وتلقى العلم على أيدي بعض المعلمين المخلصين القدامى مع شح في الوسائل التعليمية والإمكانات المادية وقتها ولكن صدق القائل : العلم في الصغر كالنقش على الحجر .

إنه خط يد الفنان المبدع أستاذي العزيز عائض أحمد عباس ……لعلي أكتفي به من غير قصور ، فهناك معلمين ومبدعين كثر من الذكور والإناث ، كان من أهم أهداف التربية والتعليم لديهم إخراج جيل على قدر كبير من المسؤولية والإبداع وإظهار كل مهاراتِ وفن جميل باعتبارها ثقافة يتوارثها الأجيال من بعدهم …

وأنا أحد طلاب الفنان الأستاذ عايض عباس … وشهادتي فيه مجروحة درسني في مادة الجغرافيا في الثانوية الأولى القسم الليلي تقريبا عام ١٤١٤ هجري… أحسبه والله حسيبه معلم كفء قدير مبدع خطاط ورسام في الفنون التشكيلية _ ما شاء الله تبارك.

والله إني أكتب الآن هذا المقال القليل جدا في حقه ولي منه سنوات عديدة لم أقابله خلالها ولا يعلم بما أكتبه عنه قبل نشره ومهما كتبت عنه وأمثاله من المعلمين القدامى الذين علموني في بداية مراحلي الدراسية وحتى حصلت على الدبلوم الجامعي التربوي بعد البكالوريوس….لن أوفيهم حقهم ولكن لهم مني جميعاً دعوة صادقه في ظهر الغيب …ولهم مني تحية ملؤها الحب والتقدير ومغلفةً بشيء من الود والاحترام أبعثها عبر أثير هذه السطور والكلمات، أنهم من المعلمين الأفاضل المدان لهم بالفضل عليّ بعد الله تعالى في مسيرتي العلمية وممن شجعني وأعانني بعد الله على مواصلة دراستي رغم انشغالي بعملي وظروفي الخاصة والاجتماعية (هو) وكل من الأستاذ عيسى عائض النجيمي أبا فيصل والأستاذ عبدالله العود العكاسي رحمه الله وأموات المسلمين ، والأستاذ عبدالرحمن عائض الشبرقي ، والأستاذ الشيخ أحمد بن شيبان ، والأستاذ سالم خياط _ سوري والأستاذ محمود إدريس_ سوداني ، والدكتور عبدالله القحطاني علم النفس جامعة الملك خالد ، ونخبة كبيرة من المعلمين والأساتذة الأكفاء لا يسعني ذكر أسماؤهم في هذا المقال المتواضع وليس قصور في حقهم (فله ولهم) مني جميعاً كل حب واحترام وتقدير .. ولكل من علمني في كل مراحلي الدراسية لهم مني جميعاً أطيب تحية وأزكى سلام مقرونةً بخالص الدعاء لهم بالتوفيق والسداد وأن يغفر لمن سبقنا إلى جوار ربه وجزاهم عنا خير الجزاء ويجعل ما قدموه في موازين حسناتهم ويطيل في عمر الحي منهم على طاعته ويرزقنا وإياهم الإخلاص في القول والعمل ..

ورسالتي هنا لكل معلم ومعلمة الاحتساب في بذل المزيد من الجهد فيما يخدم الطلاب وتذليل الصعوبات وترغيب المتعلم بالأساليب والوسائل التعليمية المتاحة وتفعيلها بكل مفيد .. والحمد لله حكومتنا حفظها الله حريصة تبذل وتدعم كل ما من شأنه رفع مستوى الأداء والجودة في التعليم وفي جميع المجالات …فالوطن والمجتمع يتطلع لجني ثمار مخرجات التعليم الناجح على أيديكم وفقكم الله وبارك في جهودكم.

ثم هذه همسه في آذان أجيالنا : بتقوى الله عز وجل والحرص على ما ينفعهم بتلقي كل ما هو مفيد والابتعاد عن وسائل اللهو وتضييع الوقت بما لا يفيد و استخدام التقنية الحديثة فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة ..وأقول لهم مقولة الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه : عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق.
وقيل أيضا : حسن الخط لسان اليد وبهجة الضمير …وقيل البيان في اللسان والخط في البنان .

وكذلك الآباء : بتنمية مواهب أبنائهم في أي مجال كلّ حسب ميوله ورغبته لإيجاد الكوادر النافعة أمثال هؤلاء المبدعين القدماء في شتى الجوانب
( العلمية والعملية) وإكمال مسيرة البناء لهذا الوطن الغالي الذي يتطلع لبذل المزيد من الهمة ليبقى شامخا في ظل حكومتنا الرشيدة أيدها الله فكل فردٍ يٌعد لبنةً في بنائه ..

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.