حوار: عبدالعزيز عطيه العنزي: روافد
حققت المملكة العربية السعودية إنجازًا لافتًا في مجال الأمن السيبراني، بعد حصولها على المركز الثاني عالميًا من بين 193 دولة، وتتبوأ المرتبة الأولى في الوطن العربي والشرق الأوسط وقارة آسيا، وفقًا للمؤشر العالمي للأمن السيبراني.
إن تطور الإنترنت في الوقت الحاضر لا يعطي تأثيراً إيجابياً فحسب، بل إنه يعطي أيضاً أثراً سلبياً في اشكال تستهدف الجميع، بمن فيهم الأطفال. يجب التعامل بجدية مع هذه التأثيرات والمخاطر السيبرانية التي تؤثر على الأطفال كضحية، هذا بالنظر إلى حقيقة أن الأطفال بحاجة إلى الحصول على الحماية المثلى لضمان نموهم كأمل.
معنا في هذا القاء الحصري الأستاذ: سلطان سفر الغامدي باحث دكتوراة في أمن المعلومات | مؤسس ورئيس جمعية الأمن السيبراني للأطفالcyberkidsorg@ مديرأمن معلومات سابق
– متى تم إنشاء الجمعية وكيف كانت بداياتها ؟
سايبركيدز قبل أن تكون جمعية كانت مبادرة إنطلقت في شهر ذو الحجة ١٤٣٩ه/أغسطس ٢٠١٨م، حيث أتخذت منصة توتير نقطة إنطلاق لها وذلك من خلال التغريد بمجموعة متنوعة لمواضيع قمت برصدها من خلال البحث والتقصي حول أبرز المخاطر التي يتعرض لها الأطفال سواءً خلال تصفحهم الانترنت أو استخدام شبكات التواصل الإجتماعي أو منصات الإلعاب الإلكترونية، بعد أشهر قررنا التحول الى جمعية غير ربحية وكان التحدي الأكبر في تشكيل أعضاء مجلس الإدارة والبحث عن مختصين يؤمنون بالفكرة ورسالتها وهدفها. ولا أخفي القول كمؤسس للجمعية بأنني واجهت صعوبة في ذلك ومع الاستمرار في البحث وفقنا الله في تشكيل مجلس إدارة صغير من مجموعة من المختصين المتميزين ولله الحمد الشغوفين ولديهم رغبة كبيرة في المساهمة في هذا المشروع ليكون مشروع وطني هادف يساهم في إنشاء جيل مثقف سيبراني نصل إلى كل منزل في مملكتنا الحبيبة. بعد توفيق الله واكتمال تشكيل أعضاء المجلس وبعد رفع الطلب لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية آن ذاك جاءت الموافقة بالاعتماد بعد فترة ولله الحمد في شهر ربيع الثاني ١٤٤١هـ/ ديسمبر ٢٠١٩م والتي اعتبرها نقطة تحول رئيسية لسايبركيدز من مباردة لجمعية رسمية معتمدة غير ربحية وكأول جمعية متخصصة في مجال الأمن السيبراني للأطفال ولله الحمد
– ماهو الدافع الذي دعاكم لإنشاء الجمعية ؟
الدافع الرئيسي لإنشائها جاء بعد ملاحظة الحاجة الماسة لتقديم برامج وأنشطة تستهدف الأطفال وذويهم نظراً لما لوحظ من قلة اهتمام أو وعي لدى البعض حيال ما قد يتعرض له أطفالهم خلال إتصالهم بالانترنت وبالإضافة إلى بعض الاستفسارات الخاصة التي كانت تصلنا عبر حساباتنا في شبكات التواصل الاجتماعي حيال مشكلة أو معضلة من قبل بعض أولياء الأمور تجاه أمر تعرض له أحد أطفالهم مثل التنمر الإلكتروني أو المطاردة الإلكترونية. هذا عكس لنا مدى الحاجة للتوسع في تقديم برامجنا وأنشطتنا على الواقع بشكل أوسع وذلك من خلال بناء مجتمع متكامل تطوعي يساهم فيه المختصين من الجنسين (رجال/نساء) بتقديم كل ما يتعلق بحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، لذلك جاء قرار التحول من مبادرة إلى جمعية رسمية غير ربحية بعد حوالي ٦ أشهر تقريباً من إنطلاق المبادرة.
– ماذا تقدم الجمعية ومن هم المستهدفين؟
تقدم الجمعية برامج مختلفة تستهدف الأطفال والناشئين، والتي تبدأ من فئة رياض الأطفال حتى سن الثامنة عشر . وكذلك نستهدف أولياء الأمور رجال ونساء ببرامج توعوية مختلفة تساعدهم على فهم المخاطر التي من الممكن ان تواجه أبنائهم وبناتهم في الفضاء السيبراني وطرق التعامل معها. والمستفيدون ولله الحمد كثيرون جداً من مختلف مناطق المملكة ونحاول جاهداً استيعاب كل من يسجل في أحدى دوراتنا أو ورش عملنا التي نستهدف فيها الأطفال وكذلك ذويهم.
– ما هي الأشياء القليلة التي يجب علينا جميعًا القيام بها لحماية أطفالنا؟
ننصح أولاً بأهمية وعي الوالدين وإدراكهم للمخاطر التي قد يتعرض لها أبنائم وبناتهم خلال اتصالهم بالانترنت واهمية معرفتنم بطرق التعامل معها حتى يتمكنوا من مساعدة أبنائهم وبناتهم الصغار في حال واجهوا مشكلة وتشجيعهم كذلك على مشاركتهم أي حدث يحصل معهم خلال تواجدهم على الانترنت. ولا ننسى الأهمية الكبيرة لوعي الطفل والنشئ حول مخاطر الفضاء السيبراني حيث وعيهم هو جدار الحماية لعقله ضد هذه المخاطر وتميزه للجيد من السيء يساعده على إتخاذ قرارات صحيحة الآن وفي المستقبل تجاه الاستفادة القصوى من التقنية والاستخدام الأمثل لها. لذلك توجه مثل هذه البرامج والأنشطة المختلفة ومشاركة الصغار عالمهم الرقمي ضرورة بالغة الأهمية لحمايتهم المستمرة وتوفير النصح والإرشاد لهم تجاه أي معضلة قد تواجههم، حيث العالم الرقمي جعل العالم قرية صغيرة يجتمع فيها كافة أنواع الأجناس والثقافات المختلفة وهي فرصة لتعلم شيء جديد ومهارات مختلفة والانفتاح على الجيد منها وتجنب الضار.
– متي نحتاج بشكل أساسي إلى تعليم الاطفال خصوصية التكنولوجيا وطريقة حمايتة اطفالنا؟
ننصح تعليهم ذلك في سن مبكرة، حيث في عصرنا الحالي أصبح الطفل يستخدم الأجهزة الذكية، ومنصات الألعاب في وقت مبكر من عمره ونحن ننصح بأهمية تقنين الاستخدام لما له من أضرار صحية في بالدرجة الأولى وكذلك مخاطر قد يتعرض لها الطفل في حال غياب رقابة الأسرة عن متابعة نشاط واستخدام طفلهم لهذه الأجهزة واتصاله بالانترنت. وبلا شك التقنية مهمة وأصبحت عامل أساسي في التعليم وتطوير مهارات الأطفال، لذلك يجب تعليمهم ماهي الخصوصية وطرق التعامل والاستخدام الامثل للتقنية ورفع وعيهم ضد مخاطرها حتى ينعموا بأستخدام آمن ومفيد.
– نصيحه توجهها للأهل في ظل هذا التقدم التقني وصراعهم الدائم مع ابنائهم تجاه استخدام الانترنت؟
دوماً نقول لذوي الأطفال أهمية محاورتهم باللغة التي يفهموها حيث يلزهم مواكبة التطور التقني ومعرفة خفاياه ليدركوا كما أسلفنا مخاطره ويحاولوا توجيه ابنائهم وبناتهم للجيد منها والاستمرار في توعيتهم ورفع ثقتهم بأنفسهم محاولين بذلك تعزيز جانب المسئولية عند التواجد في الفضاء السيبراني وأن هناك قانون يحاسب المخطئ في العالم الرقمي ويعرفوا بأن الانترنت هو نافذة للعالم نحاول الاستفادة منه في التعلم وصقل المهارات والابتعاد عن الممارسات التافهة ومتابعة دوماً من يقدم محتوى جيد ولائق ويتناسب مع عمره. بلا شك المسئولية الآن أكبر من ذي قبل على الآباء والأمهات وأن المجتمع في العصر الحالي يختلف بكل تأكيد عن ما سبق ومواكبة التغييرات التقنية التي تنعكس على ثقافة الفرد والمجتمع يساهم في التواصل مع أطفال العالم الرقمي بلغتهم وطريقة تفكيرهم.
– هل نرى في المستقبل القريب الجمعية في جمعيع مناطق المملكة؟
في الحقيقة، نحن نشجع العمل الافتراضي من خلال الاعتماد على كافة التقنيات التي تساعد في تيسير أعمالنا من إدارة وتنظيم وعقد دورات ولقاءات عن بُعد حيث نطمح أن نكون من آوائل الجمعيات التي يكون مقرها أفتراضي على الشبكة السحابية وجميع خدماتها تقدم بشكل افتراضي، بذلك نحقق الوصول بعد توفيق الله وتعالى لجميع مناطق ومدن المملكة. وهو ما نقوم به الآن كجمعية، حيث لدينا فريق تطوعي من مناطق مختلفة وجميع أعمالنا نقوم بإنجازها وتنظيمها عن بُعد بالاستفادة من كافة الوسائل التقنية المتاحة له. ونرجو ان تنظر الوزارة لفكرة التحول الافتراضي لمقرات الجمعيات ويصبح مفهوم متاح يمكن أن تتبناه أس جمعية تطوعية غير ربحية خصوصاً التي تواجه تحديات في الدعم المالي اللازم لتشغليها بمتطلبات عديدة في حال وجود مقر لها في مدينة او عدة مدن..