البساطة: مفتاح النجاح في الأوقات العصيبة
أحلام البليهشي
31 أغسطس، 2021
مقال
26250 زيارة
بقلم / محمد أبو الحوف ، المدير العام للسعودية والبحرين وقطر بشركة نوتانكس
أثرت جائحة كوفيد 19 بشكل كبير على طريقة عملنا، من خلال القيود الحكومية والتدابير الصحية المفروضة والتباعد الاجتماعي، فتغير عالمنا بين عشية وضحاها وكلما أصبحت حياتنا اليومية أكثر تعقيدًا، زادت الحاجة إلى البساطة والتبسيط لمساعدة الشركات على اتخاذ القرارات الصحيحة والحفاظ على استمرار أعمالها سواء كان الأمر يتعلق بالاستجابة السريعة للتغييرات التنظيمية بسبب المشهد المتغير باستمرار خلال هذا العام، أو للحفاظ على وضعها التنافسي في الأسواق و لم تكن الشركات بحاجة إلى أن تكون أكثر مرونة لمواجهة التحديات المقبلة التي تواجهها وشركائها اكثر من الآن ، بما في ذلك البائعون والموزعين والشركاء والمصنعين الأصليين للمنتجات ، وموردي حلول تقنية المعلومات ليسوا استثناءا فلابد أن تتوفر لديهم أيضا المرونة الكافية للتعامل مع موردي الخدمات .
في سوق تقنية المعلومات والبنية التحتية السحابية، كان مفتاح السر يكمن في تبسيط منتجات وحلول تقنية المعلومات لتمكين مؤسسات الأعمال من التطور والعمل بشكل أكثر سرعة، وبالتالي نصل الي كفاءة أعلى ، واليوم أعتقد أنه من الضروري أن يطبق موردي الخدمات نفس القواعد على العلاقات مع شركائهم.
أولاً، يجب أن تكون معلومات الشركاء الذين نتعامل معهم واضحة ويمكن الوصول إليها بسهولة و نحن كموردي خدمات لا يمكننا أن نتوقع أن يضطر شركاؤنا إلى البحث في عشرات المستندات ، و التي أحيانًا لا تكون متوفرة بلغتهم المحلية مما يزيد الأمر صعوبة لمعرفة الخصم الذي يحق لهم الحصول عليه أو التحقق باستمرار من مستوى خبرتهم , كما نفعل في عروض البنية التحتية لتقنية المعلومات لدينا ، و التي تحتاج إلى توفير المزيد من الأتمتة والشفافية لإستراتيجيتنا للتعامل مع قنوات البيع المختلفة سواء كان ذلك بتحديث معلومات الشركاء ، أو حماية ملفاتهم ، و إجراء عمليات الدفع و حساب هوامش الأرباح .
كل شيء يبدأ برغبة العميل في التسجيل لدينا وهي العملية التي يجب أن تكون سهلة و مبسطة قدر الإمكان للشركاء ، مع ضمان حصولهم علي الدخل الذي يستحقونه وأرباحهم ايضا ومع ذلك ، عندما يتعين على الشركاء التنقل عبر برامج الحوافز المختلفة لقياس مستوى هامش الربح الذي يمكنهم تحقيقه من المشروع ، يصبح التسجيل على الفور أكثر تعقيدًا ويستغرق وقتًا طويلاً , على هذا النحو ، يجب تبسيط جميع هذه العمليات ، لا سيما من خلال توحيد الحوافز التجارية وإجراءات التسجيل حتى يتمكن الشركاء من تحديد توقعاتهم من نتائج الأعمال بشكل دقيق و توفير شفافية التنبؤ بالجدوى الاقتصادية من هذه الشراكة ، بالإضافة إلى ذلك ، من المهم أيضًا أن يطمئن الشركاء إلى أن نتائج الأعمال التي سوف يحققونها لموردي الخدمات سوف تتم حمايتها و من جانبنا نحتاج أيضًا إلى التأكد ، بصفتنا المورد ، من أن مسئولي المبيعات لدينا يعملون جنبًا إلى جنب مع شركائنا بدلاً من التقليل في محاولة لاسترجاع العمولة.
و في مجال البنية التكنولوجية التحتية، يتحقق تسهيل علاقات الشركات هذا من خلال زيادة الميكنة ، وخاصة فيما يتعلق بالبوابة المخصصة للشركاء والأدوات التي نوفرها لهم, فعندما يقوم الشريك بالتعامل من خلال البوابة، سواء كان بائعا أو منتجا أو مزودا للخدمات أو موزعا، يجب عليه الاطلاع على جميع المعلومات التي يحتاجها في الوقت المناسب مثل أدوات المبيعات وانشاء المشاريع وهوامش الارباح والاهداف المتوقع تحقيقها والخصومات المطلوبة ومستوى مهاراتهم (الشهادات التي لديها أو حتى تفتقر إليها) أو تقدمها ضمن مستويات البرنامج. ويحق للشريك أيضا الحصول على الخصومات والمكافآت تلقائيا دون الحاجة إلى ملء النماذج المعقدة.
اليوم، يحتاج شركاؤنا إلى التحلي بالسرعة والكفاءة في دعم عملائهم، و لا يمكنهم تحمل تعطيل الاعمال بسبب الحاجة الى الاتصال بمدير قنوات البيع في كل مرة يحتاجون فيها إلى معلومات، أو انتظار إجابات لأسئلتهم مما يؤدى إلى اهدار وقت العمل.
وينطبق الشيء نفسه على اكتساب المهارات. فيجب ان يكون الشركاء ليسوا فقط قادرين على التخصص وفقًا لأهدافهم ومجالات عملهم، ولكن أيضًا تعزيز هذا التخصص في علاقتهم بعملائهم، وهذا الامر أكثر أهمية حيث أصبح من الشائع بشكل كبير أن يكون لدى الشركاء القدرة على تقديم عدد متنوع من الخدمات المتكاملة لذلك من المهم بالنسبة لهم الترويج ليس فقط لتخصصاتهم التجارية، ولكن أيضًا لتخصصاتهم التكنولوجية.
يُقصد بهذه التعقيدات الإضافية أنه، كوننا موردي خدمات، يجب علينا توحيد برامج دعم شركائنا وتبسيطها قدر الإمكان، والفكرة هي تجنب السيناريوهات التي تدفع بعض الشركاء، الذين لديهم عدة خطوط عمل تجارية وعده شراكات، التنقل عبر العديد من الأسماء والمخططات لفهم كيفية تنظيم علاقتهم مع المورد في المشروع الذي بصدد القيام به.
واتساقا مع ذلك، نستطيع القول أن تحقيق المرونة في الأعمال التجارية أمرًا ضروريًا لتمكين الشركاء من التطور، من خلال تبسيط علاقتنا مع شركائنا، فإننا بذلك لا نمكّنهم من النمو فحسب، بل نكون قادرون بشكل أفضل على دعمهم وبالتالي دعم عملائنا. من خلال توحيد البرامج وتبسيط الوصول إلى المعلومات وأتمتة جوانب وأدوات معينة لتعاون الشركاء، مما يمكنا جميعًا من الاستفادة.