“أيتام” ولكنهم للمجد عنوان ” 1-2″

بقلم الكاتبة/ وسيلة محمود الحلبي *

نعم أيتام، ولكن منهم الأنبياء ومنهم العلماء، والقادة، والعظماء،

ألم يكفيكم يا أبناء “جمعية كيان ” شرفًا وعزًا وفخرا أن نبي الأمة وقائدها وإمامها محمد صلى الله عليه وسلم نشأ يتيما ، فالحمد لله الذي جعل يتمه صلى الله عليه وسلم تشريفا لكل يتيم، قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ﴾ سورة [الضحى: 6]، فعليه الصلاة والسلام وُلد يتيما، وعاش يتيما، وعمت دعوته العالم، ونشر دين الإسلام في كل مكان.

فاليتم “ليس عيبا ” فكم من الأيتام أصبحوا عظماء وقادة في كثير من المجتمعات . وديننا الإسلامي اعتنى باليتيم، واهتم به اهتماما عظيما، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة كثيرة في ذلك، وفيها الحث على كفالته، والعناية به، والتحذير والوعيد الشديد مِن أكل ماله ظلما، وقهره، وشتمه والإساءة إليه. وكثير من الأنبياء عليهم السلام كانوا يتامى، منهم: سيدنا موسى عليه السلام، كان يتيما ترعاه أمه، ونبي الله عيسى عليه السلام ولد بلا أب لأم يتيمة هي مريم عليها السلام.

“فاليتم لا يعني اليأسَ والقنوط والتكاسل” ، فلو تتبعنا حياة العظماء والقادة والعلماء، لوجدنا أن اليتامى كانوا في مقدمتهم، وسأذكر لكم في هذا “المقال ” نماذج من هؤلاء الذين كانت لهم القيادة والزعامة في العلم والدعوة، والأخلاق، والاقتصاد، والسياسة ومنهم :

الصحابي الجليل أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:عبد الرحمن بن صخر الدَّوْسي، كان أكثر الصحابة حفظًا للحديث ونقلًا له.نشأ يتيمًا، وقدم المدينة فأسلم، ولزم صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، فروى عنه 5374 حديثًا، نقلها عنه أكثر من 800 رجل بين صحابي وتابعي، كان أكثرَ مقامه في المدينة، وتوفي فيها.

ومنهم: الإمام الشافعي رحمه الله:ويقول عن نفسه: “حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، “.ومنهم: الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: كان يتيمًا، توفي أبوه وعمره ثلاث سنوات، وحفظ القرآن وعمره عشر سنين.فهذا الإمام اليتيم أعز الله به الأمة حين وقعت المحنة، فكان عظيمًا.ومنهم: الإمام الأوزاعي رحمه الله: كان يتيمًا في حجر أمه، تنقُلُه من بلد إلى بلد ليتعلم، حتى بلغ من العلم مبلغًا عظيمًا. ومنهم أيضا : الإمام البخاري رحمه الله: حبرُ الإسلام، والحافظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، صاحب الجامع الصحيح، صحيح البخاري. ومنهم: القاضي أبو يوسف رحمه الله:يعقوب بن إبراهيم الكوفي، صاحب الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت، وأشهر تلاميذه، وقد نشأ وعاش يتيمًا فقيرًا معدمًا، لكنه كان من أعظم القضاة في الأمة الإسلامية، حتى لقب “بقاضي القضاةِ”. ومنهم: الحافظ ابن حجر العَسْقلاني رحمه الله توفي والداه وهو طفل ، وكانت معظم تصانيفُه في فنون الحديث، وفنون الأدب والفقه،  وله فتح الباري بشرح البخاري، ومنهم: الإمام ابن الجوزي رحمه الله:  حيث كان أول مجلس يتكلم فيه على المنبر يعِظُ الناس وعمره إذ ثلاث عَشْرة سنة، وكان يومًا مشهودًا ومنهم: ابن المُلَقِّن رحمه الله: مِن أكابر العلماء بالحديث والفقه وتاريخ الرجال، له نحو ثلاثمائة مصنَّف،  ومنهم: جَلَال الدين السيوطي رحمه الله:إمام حافظ مؤرِّخٌ أديب، له نحو 600 مصنف، منها الكتاب الكبير، والرسالة الصغيرة، ومنهم: عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك رحمه الله:مؤسِّس الدولة الأموية في الأندلس، وُلِد في دمشق سنة 113هـ، ونشأ يتيمًا، وكان فصيحًا، بليغًا.

ومنهم أيضا : الشاعر أبو الطيِّب المتنبِّي رحمه الله:نشأ يتيمًا، ، فكفَلَتْه جدتُه لأمه، وكان أعظمَ شعراء عصره، وأكثرهم تمكنًا باللغة العربية وبقواعدها، حتى قيل: إنه نظم الشعر صبيًّا، وقد اشتهر بحدة الذكاء والشجاعة.

ومنهم: الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله:لقد قضى الشيخ عبد العزيز بن باز حياتَه في العلم والتعليم، والتدريس والتأليف، والدعوة والتوجيه، حفِظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز سن البلوغ، ثم فقدَ بصره قبل بلوغ العشرين.وكان رحمه الله – على كِبَر سنِّه – يعملُ في اليوم ما يقارب الثماني عشرة ساعة.

ومنهم: الشيخ محمد خلة الغزي رحمه الله:  الذي نشأ رحمه الله يتيمًا، فقدَ أباه صغيرًا، ثم ماتت أمه، فذاق نار اليُتْم والفقر والحاجة، اعتنت به بعض النسوة حتى كَبِرَ، وكانوا يطلقون عليه اليتيم، ويغضب من هذه التسمية؛ لأن اليتيم مَن فقدَ أباه وكان دون سن البلوغ، وبعد البلوغ لا يُسمى يتيمًا. وكان متفوقًا شديد الذكاء والفطنة، فقد أتم حفظ القرآن الكريم، وحصل على الإجازة العالية في الشريعة الإسلامية. منهم أيضا : عبد الرحمن الجريسي:وهو صاحب أول مؤسسة لبيع أجهزة الحاسب الآلي في السعودية، وله العديد من الإسهامات في مجال التكافل الاجتماعي والأعمال . ومثلهم كثر في العالم العربي والإسلامي والغربي .

وهذه نقطة في بحر العظماء من الأيتام . أخوتي أبناء جمعية كيان أسأل الله العظيم أن يوفقكم ويسعدكم ويجعلكم من العظماء الذين نعتز ونفخر بهم.

“يتبع ”

*سفيرة الإعلام العربي/ * سفيرة السلام

*مسؤولة الإعلام بجمعية كيان للأيتام

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

“براءة العيون الجميلة الجزء 2”

بقلم د.. حسين مشيخي في لحظات عدة وأنا مع نفسي أشتاق لك شوقا جنونيا، لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.