بقلم الأستاذ:محمد أحمديني
النائحون على رفاتك ناموا
فالنوم في هذي الحياة لزامُ
ما كان مأتمُك المنِدُّ بدمعهم
إلا مُدامًا يستقيه كِرامُ
يتوسلون به حياةً ما انتهت
بسقوط مُقْرِنَ ملّه الإحرامُ
ما زال معجمُنا يسيل- على الضنى-
برواء يُجري ماءَه الإحكامُ
لا تبتئس فالناسُ هذا حالهم
مذ كان في عُرْفِ الحياةِ ختامُ
قدرٌ يُقيم على ثرانا صرحَه
قد عَلقت أجراسَه الأيامُ
ما انفك يقرعه نهى أيامِنا
في كلّ منبر يعتليه حِمامُ
فلنا به في كل صوتِ مؤذنٍ
فرضٌ ولكن ليس ثمَّ إمامُ
ما زال يهمي في رصيفِ حديثنا
صورٌ تغصُّ بسودها الأرحامُ
لولا بياضٌ في زواياها لما
رقصت على أرحامنا الأنغامُ
مالت بك الأيامُ عبر أنينها
وروى وسِاعك في الطريق زِحامُ
لم تَحْتَمِلْكَ فأردفتك نواحَها
وتوسدتك صغائرٌ وعظامُ
ويلي عليك وقد طوتك حقيقةٌ
ما ارتاب فيها في الرغام أنامُ
ماذا احتملتَ من الحياة وأهلها
حتى يواري ظلك الأجرامُ
لم تحتمل إلا صعابا جرجرتك
على صخور عظمها الآثامُ
وسقتك من غصص الحياة وضيقها
كأسا على أسرابها الأسقام
وبنت بك الأوهامَ عرشا لم يزل
في الغي يوسع كفَّه الأصنامُ
وعلى مواويل الطرائق أوقفت
حبل الوداد على مداك سهامُ
كل الرجوم على بحارك سددت
نارَ الموات فأين منك ضرامُ
……..