أشارت اليوم شركة سايتكور، وعلى لسان ستيف تسيكاكيس، المدير التنفيذي للشركة وأحد أبرز رواد تكنولوجيا التحول الرقمي، إلى أن مستقبل التجارة الرقمية في الشرق الأوسط يعتبر الأكثر انفتاحاً.
وبعد مضي أشهر هذه السنة الصعبة، قد يسهل التغاضي عن التغيّر الكبير الذي طال – وما زال يطال – قطاع التجارة الرقمية في منطقة الشرق الأوسط. وبفضل التوجه الكبير وغير المسبوق للتسوق من المنازل، بات 80% من الشباب العرب يتسوقون عبر الإنترنت بوتيرة متكررة حالياً، كما إن 50% من المتسوقين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ 18 و 24 عاماً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أصبحوا يتسوقون بدرجة أكبر عبر الإنترنت خلال فترة ما بعد الوباء، استناداً لأحدث التقارير الصادرة عن “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” وشركة “ومضة” الاستشارية.
وبالنظر إلى توجهات وحركة السوق المتغيرة، بتنا نشهد زيادة في عدد الشركات والعلامات التجارية الاستهلاكية التي تسعى لتقييم طبيعة وملامح استراتيجية التجارة الرقمية المباشرة نحو المستهلك (إن وجدت)، والتي ينبغي عليها اعتمادها خلال مرحلة ما بعد “كوفيد”.
ووفقاً لنتائج دراسة جديدة أجرتها مؤخراً مؤسسة “يوغوف”، وتجاوز عدد المشاركين بها الـ 650 من صناع القرار في مجال تقنية المعلومات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد أفاد 91% من المشاركين بأن عملائهم باتوا يتحولون رقمياً نحو التجارة الإلكترونية، في حين أشار 88% إلى أن شركاتهم قامت بتغيير تجارب العملاء لديها بسبب الجائحة.
العلامات التجارية المتخصصة في المنتجات الفاخرة وأنماط الحياة العصرية في الشرق الأوسط تصب جهودها على تعزيز التجارب الرقمية للعملاء
أصبح الوقت مثالياً وأكثر سهولةً لطرح مفاهيم التواصل المباشر عبر الإنترنت، إذا ما طرحنا الموضوع من منظور تقني وتشغيلي.
فقد احتلت عمليات البيع المباشر عبر الإنترنت حيّزاً كبيراً من حزم برامج وأدوات الكثير من العلامات التجارية المتخصصة في طرح المنتجات الفاخرة وأنماط الحياة العصرية في منطقة الشرق الأوسط، حيث يرى الكثيرون وجود فرص استثمارية استثنائية ينبغي اغتنامها، فضلاً عن استعدادهم لكسب ولاء عملاء منافسيهم في خضم هذه العملية.
وهنا يكمن مفتاح النجاح والتميّز في قطاع التجارة الإلكترونية المباشرة بالنسبة للشركات، فالأمر لا يقتصر على طرح الخيارات فحسب، بل على جعلها جزءاً حيوياً من تجربة أصيلة أو حصرية أوسع نطاقاً. فأفضل وأروع التجارب الرقمية لا تبدأ عادةً من الضغط على زر الشراء، بل من مجموعات تصميم التجارب الرقمية القوية، التي تقوم بتخصيص وتشخيص تجارب المشترين، وتعزيزها على امتداد جميع نقاط الاتصال، بدءاً من البريد الإلكتروني وصولاً إلى خدمة العملاء.
ازدياد أهمية الارتقاء بأداء تقنيات التسويق
للعمل على تحقيق هذه الرؤية، يتوجب على الشركات في منطقة الشرق الأوسط تبني صوامع تقنيات قادرة على ربط جميع هذه النقاط مع بعضها البعض، بدءاً من المحتوى وصولاً إلى العمليات التجارية المعروضة على أي شاشة. وحتى في حالات تقطع عمليات جمع بيانات العملاء، وعدم الاتصال بالمنصات بشكل دائم، غالباً ما تدرك الشركات وبشكل غريزي مفضلات عملائها أفضل من أي جهةٍ أخرى، حيث بإمكانها استثمار عقود طويلة من أواصر الثقة المتبادلة في سبيل إنشاء تجارب تسوق تكون بمثابة ثمرة المبادرات أو القيم الحالية للشركات.
الأمر الذي من شأنه منح شركات الشرق الأوسط الوقت الكافي لاقتناء واختيار صوامع من التقنيات المتكاملة والأكثر شمولية، إلى جانب الحصول على البيانات بشكل مباشر ومبكر بهدف تعزيز النجاح. وبالفعل، يعمل ما يقرب من ثلثي (63 بالمائة) صانعي القرار في قطاع تقنية المعلومات على صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حالياً على تحسين مستوى تجارب التسوق، وذلك عبر تجديد المواقع والصفحات الالكترونية، وتحديث تطبيقات الهواتف المحمولة.
أما التجارب المخصصة، فهي جل ما تصبوا إليه آمال المستهلكين من الشركات، التي يقع عليها خيارهم للتفاعل معها. حيث يرغب معظمهم بأن تدرك الشركات تاريخ تجارب تسوقهم، لكي تقدم لهم تجارب متسقة عبر الإنترنت وخارجه، وذلك بهدف تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم كأفراد مميزين، ومكافأتهم على ولائهم بوسائل وطرق أعمق أكثر تفصيلاً.