الكاتب بندر الشهري
الناس إذا ذكروا مراحل العمر تذكرت أيام الدراسة – كنا صغار ولكن كانت أحلامنا كبيرة وأيامنا جميلة ..لا نعرف معنى الهموم ولم نحمل على أكتافنا الغموم.
ندخل فصولنا وقلوبنا بريئة هدفها العلم والعمل نسمع كلام المدرس الذي يرسم لنا الحب والإخاء.
نلعب بالكراسي ونرمي الطباشير على بعضنا ونتخاصم ثم نتصالح ونمسح جروحنا بكلمة (( آخر مرة )).
عندما أجمع ذكرياتي وأقف على باب مدرستي الابتدائية وأرجع بذكرياتي القديمة .. أبكي ألماً وأنادي بأعلى صوتي لعل أحبابي يسمعونني ويردون على سؤالي .. (( أين أنتم الآن ؟؟! ))
فما سمعت إلا صدى صوتي ينوح على بقايا ذكرياتي ,,,, ويقول : ” كل مضى إلى سبيله في دنياه” .
دخلت ساحتها وتذكرت مقصفها .. كم كنا نتعارك من أجل تلك الفسحة…
دخلت بين الفصول لأسأل عن المعلمين وناديتهم .. ولكن لا مجيب .. فأيقنت أن أكثرهم رحل عند رب العالمين……
سألت حالي ودمع مقلتي تسبق عبرتي ” أين هم الآن أحبابي” ؟!.
سألت الكراسي والطاولات .. أين هم الطلاب ؟!
فما رد على سؤالي سوى غبار الذكريات ….. وكأن لسان حاله يقول : “كلٌ يعيش في حياته كيفما شاء” .
فجرت خطاي من خلفي , وأغلقت الأبواب من بعدي…. ومضيت إلى طريقي التمس فيه ما بقى من أيامي الغابرة.
واليوم وأنا أنظر إلى مدرستي وأنظر إلى أسوارها وأبوابها .. وأتذكر عند خروجنا كم كنا نتسابق .
اليوم أعلن فيه الرحيل وأن كان القلب عليل ووادع مدرستي كما يودع الأب ابنه .. ولا يعلم هل بعد هذا الوداع لقاء أم وداعاً للأبد.
بعد هذه المرحلة من الدراسة يأتي غيرنا في فصلنا ليكمل المشوار الطويل وكأننا كنا مستأجرين في تلك الفصول.
ولكن ما أجمل ذكرياتنا القديمة في عمر الطفولة .. سعادة وهناء ولا نعرف فيها شقاء ولا عناء .
هنا وصفت لكم بعض مما تذكرت …… ورويت لكم قليلًا مما رأيت ..
اللهم يا رب لقد رحلنا عن دراستنا ولا نعلم عن أحبابنا فارحم أمواتنا وأطل في أعمارنا وأجعل أيامنا سعيدة وذكرياتنا جميلة وأبعد عنا مصائب الدنيا .