ارحل عن حياتي

أميمة عبد العزيز زاهد

قالت له :ارحل عن حياتي لأنى أكره الكذب وأمقت التسلية ،فإن محاولة فتح قلبى مرة أخرى كان أسوأ اختيار فعلته فى حياتي.

أتريدنى أن أكون أسيرة لك؟ وأنا لن أرضى أن أعيش أسيرة مهما كان ،لأن الأسرى لهم أناس وقلوب خاصة لايهمها فى الحياة سوى اللهو، وأنا أترفع عن العيش بهذه الطريقة .

ارحل عن حياتي ..أقولها الآن وكلى ثقة بعد أن سقط قناعك قبل أن ينتهي العام الأول من ارتباطي بك واكتشافي أنك تريد أن تعيش حياتك لاهياً وأنا كنت أدمن حبك وأعيش فيه من خلال تضحيتي وإخلاصي ومبادئي.

ارحل عن حياتي أرجوك فلا فائدة من اقتناعي بكلامك المعسول فقد بدأت أسحبك من حياتي التي كنت تتربع على عرشها ومرتفع في قمتها لأن هذه ليست هي الحياة التي أستحق أن أعيشها مع رجل وهبته حبي وإخلاصي وعطائي وكان يستغل هذا الرصيد ، فكلما أحسست بحبي الكبير الذي ترجمته كل حاسة من حواسي كنت تطلب المزيد والمزيد ولم أشكو أو اعترض ولم أتذمر أو أتضجر.

افعل ما تشاء إلا أن تحاول تصحيح ما كسرته بداخلي فأنا الآن التي ترفض الاستمرار معك إنها ليست غلطتي فأنت الذى حطمت بيديك نفسك وأنا لا أستطيع أن أدافع عن حب كنت أعيشه بجوارحي وكنت أنت تتسلى به.

فيا سيدي إن أصحاب العقول الناضجة والنفوس المطمئنة تعلم تمام المعرفة بأن الاحترام يسبق الحب ، وأن الكذب يدمر السعادة فلا مجال لتحقيق هذه السعادة إذا ظن كل طرف بأنه خالي من العيوب لأننا بشر ولدينا أخطائنا والمتعارف عليه أن كل طرف يجاهد لقتل العاصفة في عقر دارها ويتحاور ويتناقش عن كل ما يضايق شريكة ويزعجه دون أن يجرح كرامته أو يمس نواحي معينة يعرف بأنها تثير أعصابه وتستفزه …ويبادر المخطئ بالاعتراف والاعتذار ولكن كبريائك يمنعك من الاعتراف بالخطأ والاعتذار .

كنت قاسي أناني فلو تجرأت ورفضت لك طلباً فالويل لي لو نطقت أو همست لحظتها أسمع سياط كلماتك الجارحة التي تترك علامات ملونة على تفكيري وإهانات ظالمة تحفر جروح غائرة في أعماق كرامتي وأتلاشى أمام ثورتك التي تقتلعني من جذوري وتتفنن بإطلاق سيل من القذائف العشوائية وتصر على أن تخطئ بحقي.

إرحال عن حياتي بعد أن سممتني بكذبك ، وأنا كنت أحاول أن أقود نفسى إلى تحقيق حلمي معك ، وكان إحساسي إحساس الغريق الذي يريد أن يتمسك بقشة الاستقرار والراحة والأمان ، وكنت تحاول بتصرفاتك أن تسلبني الشعور بهم وأنا يا عزيزي لن أستبدل الصدق بالكذب ولا الرجولة بالذكورة.

همس الأزاهير

ارحل عن حياتي ..لأنى لن أتعذر لنفسي بعد اليوم ، وعلي أن أنقى دمى من حبك دون أن أشعر بالندم ، ودون أن أذرف دمعة واحدة ، وحتى أستطيع أن أحيا واقعى ..يجب أن تصبح جزءاً من تاريخ ، والفراق سيكون لصالحنا

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.