بقلم: عهود الزهراني
يوجد قصور في فهم الاستشراق كمصطلح، وفي الاستشراق كأنواع (كالاستشراق الذاتي)، فهل تعاني المجتمعات العربية من هذه الظاهرة؟.
إن الباحثين قد اختلفوا كثيرا في تحديد معنى الشرق ولكنهم اتفقوا في معنى الاستشراق .
ذكر د. ادوارد سعيد في كتابه “الاستشراق” إن لفظ الاستشراق لفظ أكاديمي، ماذا يعني ذلك !! يعني أن المؤسسة المشتركة للتعامل مع الشرق بإصدار تقارير حوله ووصفه ودراسته والسيطرة وحُكمه.
– د. شكري النجار قال إن الاستشراق هو أسلوب عربي لفهم الشرق والسيطرة عليه ومحاولة إعادة توجيهه .
– د. محمد الزيادي ذكر أن الاستشراق هو دراسة الاستشراق عموما ودراسة الإسلام والمسلمين خصوصا وذلك بقصد التشويه والتشكيك .
– وقال آخرون أنه أسلوب غربي للسيطرة على الشرق وامتلاك السيادة عليه .
والمُستشرُقون هم مجموعة من الباحثين الغربيين يدرسون ويفهمون الشرق وخصوصا العالم الإسلامي وهنا ذكر د.ادوارد أنهم حددوا العالم جغرافيا ما هو الشرق! وما هو الغرب! وجعلوا أنفسهم المركز وجعلوا البقية “هامش”. لكن للأسف لم يستطيعوا فهم الشرق بشكله الصحيح لأنه غريب عليهم مختلف عنهم، فصوروه بشكل غير لائق وأن الشخص الشرقي بدائي غير متحضر وأنه إرهابي.
موضوع الاستشراق مهم جدا ولأنه تشكّلت لدينا ظاهرة الاستشراق الذاتي تلقائياً بغير وعي، أصبحنا نرى أنفسنا بنظرة الغرب لنا بالطريقة التي صورونا بها، بالطبع ليس كل المُستشرِقين نيتهم سيئة وليس الكل صوروا الشرق بشكل سيء فمنهم من يدرس الشرق ليظهر صورته الحقيقية، مثل الإنجليزي Dr. Henry Stubbe كان جرئ جدا في تعرية المُستشرِقين وحتى المُبشرين، وألف كتاب في الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم، ولكن بقي كتابه مهملاً في مكتبة المتحف البريطاني في لندن ولم يجرؤ أحد على نشره إلا مؤخرا.
وذكر د .ادوارد سعيد في كتابه أن الاستشراق هو رديف للاستعمار وذلك يعني.. عندما أرادوا السيطرة على بلد معين بدل ما أنهم يستعمرونه بشكل عسكري فالأفضل لهم أنهم يفهمونه ويدرسونه ثقافته واختلافاته وديانته وعادته وتقاليده، بالمختصر البلد المراد استعماره يكون “فأر تجارب” لأفكارهم وخيالاتهم.
حركة الاستشراق قامت بأبشع حملات فكرية وعلمية كما يدّعون وتعمل في أوساط العلماء والمثقفين فهي أشد فتكا من الحروب والقتال، ولهم أهداف عديدة فإذا فهمنا ماهي هذه الأهداف وفهمنا كيف ينظرون الغرب لنا، فسوف نعرف كيف نتصرف مع هذه الحركة وكيف نرد عليهم، بالأسلوب المناسب لهم، وهكذا يتشكل الوعي لدينا.