ضمائر لا تخشى الله

بقلم : أسماء الغبر
الضمير في رأي الشخصي كتلة من القيم الأخلاقية والمبادئ الحميدة والصفات السوية والمعاملات التي تراعي الفطرة الإنسانية الحية التي أنشانا الله عليها .
ويتهادى إلى مسمعي المثل الصُوري القائل ” جاك خير من الله جاك شرا من عباده ” ويطيب لي أن افسر هذا المثل في حادثة حدثت خلال فترة الأحوال المناخية التي تعرضت لها محافظات السلطنة 17/7/2021 فأول سؤال أوجهه إلى الأيد التي تبني بيوتا وتعمر سكنا ، والمقاول الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة في إنشاء البيوت ولا تخفى عليه خافية في أي شيء كان ،،، حين يوفقكم الله لخوض هذه المهنة ما هو أول شيء ينتاب إلى أذهانكم وعقولكم وأفكاركم ونفوسكم وأنتم كمسلمين ؟؟؟ .

أمّا أنا وأنا أكتب لضمائر لا تخشى الله فأرى أن  أول شيء يفكرون فيه هو كسب المال والتجارة الرابحة ولو على أرواح الأخرين فحين يتسرب الماء ( ماء المطر )  من سقف البيت فتتبلل الأسرّة وتغرق الأرضية بما تحتوي والعجيب عندما يتسرب الماء  من نقاط تحكم الكهرباء من الداخل فلولا فضل الله ورحمته لنشبت الأسلاك نيرانا واحترق البيت ومن فيه والمقاول في ضلاله القديم .

بيت لم يتم السنة من بنيانه تظهر عيوبه في ساعة من هطول الأمطار وأمطار غزيزه ليست اعصارا ، لماذا واللهِ لماذا أيها الميتون في سحتكم ، ألم تستلموا نقودكم كاملة ، هل طلبتم ولم يُنفذ لكم ما أردتم ، هل بالغتم في الطلب وتمت مناقشتكم ، هل تأخرتم في المدة المحددة لانتهاء البناء وتمت محاسبتكم ؟ طبعا لا فكثيرا من الطيبين الذين يرضون بكل شيء تجنبا لأي شيء يعرقل حاجتهم الماسة للسكن ، وأنتم غلبت عليكم شقوتكم فماتت ضمائركم ، تسترون ببشاشة الطمع وابتسامة الغش حين تحصلون على معاملة لبناء منزل وإذا خلا بعضكم  لبعض ظهرت أنيابِكم في شراء ما يحتاجه البنيان بأقل الأسعار وأدناها فتأمرون متبعيكم بخلط التراب بالحصى  والحصى بالتراب وأَسَّسَتم البيت على شفا جرف  هار وتركتم أهل البيت لا يعلمون شيئا وإن كنتم أنتم الذين لا تعلمون ولكن لا تشعرون .

حقيقةً لا أعرف أين تذهب هذه الضمائر حين تكون في حق مخلوق ، كيف لي أن آكل أو أشرب أو حتى أنام وهناك من يرفع يده عليَّ محتسبا ، كيف لي أن استنشق هواء الدنيا وأنا تسببت في قهر إنسان وحرمانه فالتجأ في ظلمة الليل إلى الله شاكيا ، ألا يكفي الإنسان أن يكون لنفسه ظالما حتى يحاسبه الله عن نفسه فقط فيجد الله رحيما غفورا ، فما لي والناس وما لي والغش وما لي والخديعة على الناس وأنا أعلم أن هناك يوما يأخذ المظلمون والغافلون فيه حقهم فما لله لله وما للناس للناس

فلله حقوق قد يسامحك عنها ولكن حق الناس من يسامحك فيه إذا جادلك أصحابها وأبوا أن يصفحوا حتى يأخذ بحقهم منك ..
الدنيا في فناء ولن تبقى والحياة في رحيل فلا باق إلا الله والعمل الصالح والموت يأتي بغتة وليس عنه محيص ولكل شيءٍ نهاية ، ارجِعوا إلى الله واقنعوا أنفسكم بقناعة الرضى بما قسم الله لكم من خير ورزق ، وأكثروا من الحمد ليزيدكم من فضله وعطاياه وبركته ، ارحموا الناس في طلباتهم وأُمنياتهم ، اخفضوا لهم جناح الصدق والإخلاص في معاملاتهم واتقوا الله لعلكم ترحمون .

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

عقد من الحب والولاء

العنود عبد الرحمن العصفور ـ الرياض في مثل هذا الوقت منذ عشر سنوات ، وبالتحديد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.