من تجاربي في الحياة … الرياضة

مبارك بن عوض الدوسري 

لم تكن الرياضة تُشكل أية أهمية في أسرتي الصغيرة حينما نشأت وأخوتي في قريتنا  النويعمة ، وسط محافظة وادي الدواسر ، وأتذكر أنني حينما كُنت بالصف الثالث الابتدائي عام 1970م ، ذاهباً وأخي الأكبر مشياً على الأقدام إلى بستان لنا جنوب القرية في منطقة تعرف بالفوار، فممرنا بمدرستنا الابتدائية وإذا بمباراة في كرة الطائرة بين مدرستنا ومدرسة الشرافاء ، فدخلنا نشاهد تلك المباراة التي كانت الجماهير كثيرة وتشجع بحماس ويرددون كلمات لم أفهمها إلا أنني استوعبت منها أن جماهير إحدى المدرستين يصفون الحكم متعاقد، بالغشاش ، وأن تلك المدرسة اشترت ذمته بـ  بيالة شاي ، وعرفت من الفريقين الذين أديا المباراة بحماس بعض الأشخاص أتذكر من فريق مدرسة النويعمة سعيد أبو ظهير وعبدالرحمن عويضة ومن فريق مدرسة الشرافاء علي حفيظ ، وعبدالله حسين ، وكان هؤلاء مواهب معروفة لدى المهتمين بالرياضة في وادي الدواسر حتى أن أسمائهم يرددها جيلي حتى اليوم حينما يكون الحديث عن الموهبة الرياضية بالمحافظة .

ومن بعد هذا العام بسنة أو سنتين انتشرت لدينا في القرية ظاهرة تشكيل فرق الطائرة ، مجرد خيط أو حبل نثبته بمسمارين في حيطان البيوت الطينية فنغلق الشارع الذي لا يتجاوز عرض بعضها المتران.

وفي عام 1976م كنت في زيارة مع والدي- رحمه الله – إلى الرياض وكان ابن عمتي ، وهو أخ لي من الرضاعة صاحب علاقات مع الكثيرين من حارتهم منفوحة، وفي ذلك الوقت كانت تدور رحى بطولة الخليج الرابعة ، ومنقولة مبارياتها على التلفزيون الذي كان لدى جميع أبناء الحارة بالأسود والأبيض وكنت أسمع منهم كلمات هي بالنسبة لي جديدة وغريبة ( تسلل , تماس ، كرت أصفر أو أحمر ، ضربة جزاء … الخ ) وتكونت لديّ ثقافة بسيطة عن كرة القدم يمكن أن تجعلني فيلسوفاً في الحارة عند عودتي إلى وادي الدواسر، حيث بدأت أتابع المباريات من خلال الإذاعة ، وأستمع الى برنامج إذاعي يأتي الساعة التاسعة مساء بحصاد الأخبار الرياضية ، وكنت أحصل
على الصحف بائته من البريد حتى تشكلت لدى شخصي ثقافة لابأس بها في كرة القدم ، حتى أنه عندما أقيمت بطولة كأس الخليج العربي الخامسة في العراق عام 1979م كنت أكرم صالح  زماني .

ومن هذا العام بدأنا في تشكيل فرق الحواري والتي كانت في محيطنا فرق ( الفوار, العزلة ، القويز ، الصالحية ) التي سرعان ما بدأنا نقيم مباريات مع بعضنا ، ومن ثم شكل فائز العليان وهو أحد لاعبي كرة اليد بنادي الهلال ومعلم تربية رياضية فريقاً يمثل جميع تلك الفرق ، ولعبنا مباراة مع فريق آخر تم تشكيله لحواري الخماسين على الملعب المشهور بوادي الدواسر الغرين ، وكنت حارساً للمرمى ، وانهزمنا في تلك المباراة لعدم وجود تجانس بين أعضاء الفريق ، واتفقنا على أن نلعب مباراة أخرى في مثل هذا اليوم على ملعبنا بالنويعمة في منطقة تسمى العزلة ،واستطعنا الفوز بهدفين مقابل هدف وأتذكر أنني صددت ضربة جزاء نفذها الحكم الدولي المعروف ناصر الحمدان ، وكان في هذا الوقت قد تم تأسيس نادي الوادي الأخضر ، فكان أن قررنا أن نلغي فرق الحواري ونكون فريقاً واحداً وهو ما حصل بالفعل حتى تمت فكرة تأسيس نادي الصحاري عام 1981م ، وكنا حينها نلعب في دوري المدارس ودوري المناطق التعليمية وكنت أمثل الفريق في أكثر من لعبة .
ومن المواقف الطريفة أن لعبنا مع منتخب سدير على أرضهم في أكثر من لعبة وفزنا فيها جميعها ، وعندما جاءوا  ليلعبوا أمامنا كانت هناك مباراة منقولة تلفزيونياً للمنتخب السعودي أمام اندونيسيا فقرر الكثيرون منا عدم اللعب أمام ضيوفنا من سدير الذين هزمونا هم الآخرين في جميع الألعاب لعدم لعب العناصر الأساسية ، والجميل أنه لم
يتخذ في حقنا أي قرار فقد كانوا هم المحتاجين لنا .

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.