الدكتور : طلال بن سليمان الحربي
هي أعظم مهنة يعرفها الإنسان: المواطن, لهذا فمهما كنت في علم أو عمل أو منصب, الفخر كل الفخر حين تكون مواطنا صالحا معطاء, ولنا في ولاة أمرنا القدوة الحسنة, فكلمات سيدي ولي العهد يحفظه الله حين يقول ويردد دائما وبكل فخر: أنا مواطن سعودي أعمل لوطني, إنما هذه الكلمات هي النبراس الذي به نقتدي والدرب الذي عليه نسير, ووطنا الأغلى بين كل الأوطان والأكرم مكانة والاعز قيمة, كل من يسكن ترابه فهو له عاشق محب يفديه بروحه, ومن رجالات الوطن هنالك من فوق سكناهم على ثراه, سكن الوطن قلوبهم واستحوذ هواه على أرواحهم, وهذا هو عنوان مقالتنا اليوم, عن رجل من جنود سلمان ومحمد بن سلمان حفظهما الله, رجل من رجالات بلاد الحرمين, هو رجل أعمال ورجل خير ورجل مواقف, لكنه بكل افتخار واقتدار المواطن السعودي: بندر بن مقبل اليابسي.
حديثي اليوم عن أبي بارع ليس رجل الأعمال, وليس عن حمله لمحبة الوطن وفداء, وليس كونه من رجالات رؤية المملكة 2030 الذي آمنوا بكل تفاصيل برنامج التحول الوطني وعملوا به, بل هو عن المواطن الإنسان الذي يسعى في الأرض صلاحا وخيرا, أبا بارع سجلت المواقف له على صفحات الخلود بحروف من ذهب, فما نعلمه عن فعل الخير ليس إلا نقطة في بحر أفعاله التي لا نعلمها, ويكفيه أنه ممن يسيرون بنهج البناء والأحياء, خاصة بمواقفه المشهودة في إعتاق الرقبة, وتبرعاته السخية التي وإن نذكرها اليوم, فليس منة ولا رياء, وإنما محاولة جادة لتقديم النموذج الحقيقي للمواطن السعودي المخلص لوطنه وولاة أمره, المواطن الإيجابي العامل بكد وجد واجتهاد لخدمة أخيه المواطن.
قبل أيام تابعنا أخبار عتق رقبة أحد المواطنين بتبرع بندر بن مقبل بمبلغ مليون ريال سعودي, ورغم كل التأثير الحسن الذي تركه هذا الموقف على أهل المعتوق, إلا إنه بنفس القدر من الأهمية ترك الأثر الطيب علينا, وفي المجتمع السعودي ككل, ولهذا فإن الحديث عن أبي بارع ليس من باب التكريم والتقدير فقط, وإن كان مستحقا, وإنما أيضا محاولة لصناعة منظومة وطنية نظامية تجمع رجال الأعمال السعوديين وصناع الخير وأهل من وطني الحبيب, جمعهم تحت مظلة وطنية صناعة الخير فيما يتعلق بعتق الرقبة, وإحياء الأنفس بمحبة الله, وهذه المنظومة ليس بالضرورة أن تكون ذات حيز جغرافي أو مخطوط ورقي, ولكن يكفي أن تكون معلنة تتضافر فيها الجهود وتعرف بها الأسماء.
إلى بندر بن مقبل اليابسي أوجه كلامي رافعا عقالي احتراما وتقديرا من مواطن سعودي إلى مواطن سعودي, أن ما تقوم به هو الخير كله, وما نريده وننتظر منك المزيد من الخير, ولكن ما نتمناه عليك هو البدء بتنفيذ مشروع جمعية وطنية لرجال الأعمال السعوديين في مجال عتق الرقبة, على أن يكون من أعمال هذه الجمعية أيضا بناء وصناعة حملات التوعية بين أفراد المجتمع السعودي, وأن تعمل هذه الجمعية بروح “ريال” وقاية خير من قنطار علاج, ولأنك يا أبا بارع ممن لهم الحظوة والاحترام ويملكون من العلاقات الكثيرة والقوية, ولكم احترامكم لدى الحكومة وأنتم من رجالات الرؤية وجنود أبو فهد وأبو سلمان حفظهم الله, فإن صناعة و تأسيس هذه الجمعية وترؤسكم لها, سيكون له الأثر الإيجابي في صناعة الخير وعلى المدى الطويل, ونحن معكم عونا ودعما ونصحا.