بوركت مساعيكم … رجال الأمن في الحج يد حانية وعين ساهرة

بقلم/ وسيلة محمود الحلبي *

نجحت المملكة في تسهيل أداء 60 ألف حاج مناسكهم بكل يسر وسهولة وسط أجواء روحانية في حج هذا العام الاستثنائي حيث أنهى الحجاج مناسكهم التي تمت وسط تدابير غير مسبوقة وتطبيق لإجراءات التباعد المكاني للتعامل مع آثار جائحة «كوفيد – 19» دون تسجيل أي إصابة بالفيروس. وأعلنت وزارة الصحة السعودية نجاح خطط الحج الصحية لهذا العام، وخلو موسم الحج من التفشيات لفيروس كورونا أو أي أمراض وبائية أخرى. ولمواجهة التحدي استعانت الجهات المعنية بشؤون الحج، على التوسع في عمليات رقمنة الحج، وتطوير آليات التدخل التقني والإلكتروني في تنظيم الإجراءات والتقليل من الكوادر البشرية في إدارة الحشود وتنظيم الحج؛ لضمان سلامة الحجاج وصحة القائمين على خدمتهم.وعبر نظام الحج الرقمي، استخدمت حزمة مبتكرة من المشاريع والخطوات، شملت بطاقات ذكية وروبوتات آلية وساعات معصم رقمية، إذ كان الذكاء الاصطناعي اللاعب الأكبر في تنظيم موسم الحج لهذا العام.

“حج آمن وصحي”، هذا هو حال الحج لهذا العام الذي كان استثنائياً في كل شيء، أقيم بعدد محدود بسبب فيروس كورونا، وكان لتظافر الجهود دور كبير في نجاحه وذلك باهتمام بالغ من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وبمتابعة وإشراف من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية.

إن الجهود الأمنية أسهمت كذلك في تسهيل تنقلات الحجاج، وفي تنظيم تحركاتهم وأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، حيث طبقت الجهات الأمنية جميع البروتوكولات الصحية والتدابير الوقائية كذلك وضعت الجهات الأمنية أيضاً طوقاً على الحجاج في مواقعهم بالمشاعر المقدسة وكذلك على تنقلاتهم حفاظا على سلامتهم والقائمين على خدمتهم، كما أسهم رجال الأمن في تنظيم الحج من خلال الخطط التي وضعتها وزارة الداخلية وطبقتها الجهات الأمنية على أرض الميدان. كذلك قامت قيادة أمن الحج بتهيئة ‏الطرق داخل المشاعر المقدسة لحركة التصعيد والنفرة، من خلال تحرك الحجيج في المنطقة المركزية لطواف الإفاضة ‏والتحرك إلى منطقة منى لقضاء يوم التروية، ثم التصعيد إلى مشعر عرفات، ثم إلى مزدلفة وحتى الوصول إلى جسر الجمرات، فيما بذلت الدوريات ورجال المرور جهوداً في تنظيم الحركة المرورية داخل المشاعر وكذلك في الأحياء القريبة من المشاعر بحيث لا تتأثر من إغلاق بعض المداخل لتنظيم الحركة المرورية التي تسهل من تنقلات مواكب الحجاج داخل المشاعر.

وكانت مسؤولية القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة عظيمة جدا حيث وفرت أعلى درجات الأمن والأمان بالمسجد الحرام، من خلال الدور الأمني والمراقبة الأمنية ‏لجميع أروقة المسجد الحرام بكافة أدواره ، والمتابعة الأمنية الدقيقة على أرض الميدان في المسجد الحرام أو عن طريق المراقبة التلفزيونية المعدة والمجهزة تجهيزاً عالياً، وبكوادر بشرية من رجال الأمن المدربين على المتابعة طوال الـ 24 ساعة، حيث أسهمت مع بقية الجهات في تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير ‏الوقائية، من خلال التباعد بين الحجاج في ساحات الحرم.

ومن خلال منظومة متكاملة بين المديرية العامة للدفاع المدني وجميع الجهات الحكومية والجهات ذات العلاقة بالحج تم ولله الحمد تنفيذ المهام المطلوبة منها في هذا المجال من خلال مركز تنسيق الطوارئ الذي يضم كل الجهات العاملة بالحج. ولا ننسى الدور الكبير الذي قامت به المديرية العامة للجوازات حيث نفذت جميع المهام المناطة بها، وتقديم الدعم والمساندة للجهات الأمنية الأخرى وذلك من خلال تخصيص قوة بشرية للعمل بمركز القيادة والسيطرة لأمن الحج بالعوالي لتمرير المعلومات من وإلى القيادة والتعامل مع الأحداث وفق ما يلزم ، وتخصيص فرق ميدانية للقيام بالجولات على المستشفيات في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة للتعرف على هويات مجهولي الهوية من المتوفين والمنومين وكذلك التعرف على هويات التائهين في مراكز إرشاد التائهين في مكة المكرمة المقدسة والمشاعر المقدسة ، وغيرها من المهام العظيمة الأخرى.

وفي ختام مقالي أقول: بوركت مساعيكم جهود عظيمة بذلتموها لتوفير الأمن والأمان وتيسير الحج هذا العام بالتعاون مع كافة قطاعات الدولة المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام 1442هـ، لينعموا بفضل من الله بحج آمن، مكنهم من أداء مناسكهم بيسر وسهولة. بما يحقق توجيهات وتطلعات القيادة الرشيدة الرامية إلى توفير كامل الطاقات الآلية والبشرية أمام ضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء فريضة الحج في أجواء إيمانية كاملة محفوفة بالأمن والأمان، والراحة، والاستقرار، والسلامة.

 

* سفيرة الإعلام العربي

*عضو الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين

*عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

 

 

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.