د. طلال بن سليمان الحربي – الرياض
تحياتي سمو الأمير..
أما وقد أوشك الموسم الكروي الجديد على الانطلاق، وبدأت الاستعدادات المرافقة لهذه الانطلاقة، سواء من اتحاد الكرة أو الأندية و ذلك برعاية الوزارة، وكما تابعنا في اجتماعكم يوم الأربعاء الماضي مع رؤساء الأندية للحوار حول الموسم الجديد، فإن كل ما ندعو إليه الآن ونتمناه عليكم يحفظكم الله، هو أن نقوم بمراجعة شاملة دقيقة لكل أحداث الموسم المنصرم، رغم استثنائيته في ظل جائحة كورونا، إلا أن هنالك العديد والعديد من الملاحظات التي سجلت ورصدت، سواء كانت ملاحظات بمعايير الانحراف المعياري أو السلبيات أو التجاوزات أو التحسين والتطوير، وكلنا يقين أن سموكم يهتم بأدق التفاصيل ويتابع كل شيء بلا استثناء، ولكن هنالك أمور لا بد أن تقوم الأندية والاتحاد بالعمل على تغييرها وتطويرها.
لدينا مشكلة حقيقية في مواجهة الأزمات والمشاكل، والحديث هنا حصريا عن الأندية السعودية، هذه المشكلة تكمن في عدم التصريح بوجود مشكلة، ومن ثم محاولة تصدير المشكلة إلى إدارة لاحقة أو فترة زمنية قادمة، وفي بعض الأحيان السكوت عن المشكلة حتى تتفاقم ولا يعود لها حلا ألا بتدخل الحكومة من خلال وزارة الرياضة، أو تدخل مباشر من ولاة الأمر، وهذه المعضلة تجعل من تطور الأندية ونموها وتوسع أنشطتها الرياضية أمرا صعبا حدوثه، وإن حدث فإنه بسرعة السلحفاة وليس بثباتها حتى.
رغم الدعم المالي السخي الذي تم للأندية السعودية، وشراء لاعبين بملايين الريالات وتعزيز كل الفرق لكوادرها، إلا أن المنافسة بقيت محصورة بين الخمسة الكبار، الذين كل موسم يصبح عددهم ستة بدخول ناد مختلف كل موسم، بل وحتى الخمسة الكبار أصبحوا لاحقا ينحصرون بين اثنين أو ثلاثة كبار على أفضل تقدير، وهنا نسأل سؤالا مهما جدا: هل المساواة في دعم الأندية جميعها دون استثناء أمر إيجابي؟ أم أن التفضيل بينها بدعم الأندية وفقا لنتائج كل موسم وإنجازات كل ناد في هذا الموسم؟ ولا أتحدث عن مكافآت الفوز باللقب أو الوصيف، بل أتحدث عن الدعم الحكومي الخاص لهذه الأندية، ومن ينجز ويحقق نتائج أفضل يستحق دعما أكبر وأكثر، ومن يتراجع مستواه أو يبقى دون المستوى المطلوب، فإن استحق فإنه يستحق على قدر ما حقق.
كذلك لدينا موضوع مشاركة اللاعبين السعوديين، كنا سابقا نتحدث عن مشاركة اللاعبين الأجانب، لكن واضح أن الأندية الآن تسعى إلى زيادة عدد اللاعبين الأجانب المسوح لهم بالمشاركة في المباراة الواحدة، وهذا كله ينعكس سلبا على مخرجات الأندية الداعمة للمنتخبات سواء الأولمبية أو الأول أو الشباب أو غيرهم، ولهذا فإن المقترح إما تحديد الحد المسموح لمشاركة اللاعبين الأجانب، على أن يكون الأمر بالمجموع خلال الموسم الواحد، أو تخصيص بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لمشاركة الأندية فيها بلاعبين سعوديين فقط، وتحديد عدد ساعات مشاركة فعلية في المباريات حتى يسمج للاعب السعودي المشاركة في أي فئة من فئات المنتخبات السعودية الوطنية.
ما نتمناه سمو الأمير، هو عمل مراجعة شاملة لكل التحليلات والمقالات والأحداث والبرامج التي صاحبت دوري الأمير محمد بن سلمان في الموسم الماضي، ووضع ملف يوضح أهم هذه الملاحظات حتى لو كانت عرضية أو حدثت مرة واحدة، لأن الاستعداد والتخطيط المسبق دائما هو ما جعل إيطاليا تفوز باليورو 2020 / 2021، رغم سنوات الجفاف السابقة نتيجة لاتحاد كرة إيطالي سابق كان كل همه البقاء على أسباب الفوز بكأس العالم 1982.. وتقبلوا سموكم كل الاحترام والتقدير.