في يومكم العالمي ” نحن معكم ونفتخر بكم “

 

بقلم/ الكاتبة وسيلة محمود الحلبي*

 

ليس المعاق من فقد السمع أو البصر أو النطق أو أقعدته الحركة، إنما المعاق قعيد الهمة. ليس المعاق من جلس على كرسي معاق، لا بل هناك معاق غيره، هو معاق الأخلاق ومعاق العقل ومعاق الضمير والتفكير. المعاق إنسان طموح كسائر البشر لا يحب الهزيمة ولا يحب نظرات العطف والشفقة.هو إنسان متميز وممكن أن يكون أكثر إحساساً من الشخص العادي. هو رجل القانون والموظف والعامل والفني والتاجر والمزارع والطالب، هو طه حسين وروزفلت وبيتهوفن الفنان، هو ستيفن هوكينغ عالم الفيزياء الشهير، هو من تخطى صعاب الحياة ومشى قدما لتنمية العمران.

أعزائي ذوو الاحتياجات الخاصة:

نحن معكم ليس في يومكم العالمي فقط بل كل يوم، نساندكم نساعدكم تتشابك أيدينا لتحميكم، وأنتم أقوياء ولستم ضعفاء، واعلموا أن الإعاقة ليست فاقة وإنما هي عزيمة وقوة وإرادة. اجعلوا هذا شعاركم. وضعوه نصب أعينكم دائما.

صدقوني حين أرى قدراتكم واختراعاتكم ومواهبكم وما وصل إليه بعضكم من تميز وتفوق يفوق قدراتنا نحن الأصحاء. أحزن على الكثير ممن بقوا في أماكنهم دون تطور أو تقدم أو تميز أو عمل يذكرون به بعد رحيلهم. كم أعتز بكم وأفتخر وأشد على أياديكم لتستمروا في العطاء ولا تتوانوا أو تتوقفوا مهما عاندتكم الظروف.

كم من العظماء معاقون، وكم من رجال الأعمال معاقون، وكم من الشعراء والفقهاء والعلماء معاقون. لكم نرفع القبعة، ونقبل جباهكم ونفتخر بكم. سيروا والله يرعاكم.

أعزائي في الثالث من ديسمبر كل عام يصادف يومكم العالمي وهذا اليوم حددته منظمة الأمم المتحدة بالتعاون مع عدد من الهيئات الصحية الحكومية والخاصة حول العالم، وبدأت منظمة الأمم المتحدة بالاحتفال بهذا اليوم في عام 1992 م، وكان هذا الاحتفال تحت شعار واحد هو “يوم للجميع”، ويهدف شعاره إلى زيادة الوعي بمسألة الإعاقة وجعل التفكير بمن يملكون هذه الإعاقة جزءا من حياة الناس، وزيادة وعي الناس أيضا وتعريفهم بالواجبات التي عليهم تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع أنحاء العالم.

إذن يراد من هذا اليوم تعزيز حقوقكم ورفاهيتكم في جميع المجالات المجتمعية والإنمائية، وإذكاء الوعي بحالتكم في كل جانب من جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

وجميعنا يعلم وحسب الاحصائيات والحقائق أنه يعيش 80% من أصل مليار شخص من ذوي الإعاقة في البلدان النامية.ويقدر أن 46%من المسنين الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر هم من ذوي الإعاقة. كما يحتمل أن تعاني واحدة من كل خمس نساء من عوق ما في أثناء حياتها، بينما يعاني واحد من كل عشرة أطفال من العوق.وأن الأشخاص ذوو الإعاقة في العالم هم من بين الأكثر تضررًا من فيروس كورونا (كوفيد -19).

ولتعلموا أعزائي أن يومكم هذا يهدف إلى رفع مستوى الوعي عند المجتمعات تجاهكم من أجل التعرف على كيفية معاملتكم والتعامل معكم. وإلى المساهمة في فهم مشكلاتكم والعمل على حلِّها بشتى الوسائل والطرق. والسعي وراء تأمين حقوقكم كاملة وعدم المساومة في أي حق من الحقوق التي يمنحكم إياها القانون. وكذلك العمل على إزالة كامل العقبات والمشاكل التي تعيق حياتكم والمساهمة بشتى الوسائل الصحية من أجل الحد من تأثير لكم إعاقتكم على حياتكم اليومية.والمساهمة والسعي وراء تقديم الدعم النفسي كاملًا لكم. وإلقاء الضوء على المشاريع والإنجازات العظيمة التي قمتم بها في مختلف الأنشطة والمجالات، وهذا ما يدفع الكثيرين منكم إلى عدم الاستسلام للإعاقة ومتابعة الحياة والسعي لتحقيق الإنجازات العظيمة والأحلام الكبيرة في سبيل تمكينكم من الانخراط بالمجتمع.

وفي الختام أقول لكم: صدقوني لا يوجد معاق إنما هناك مجتمع مُعيق.

 

*سفيرة الإعلام العربي

*عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين

*عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

*مسؤولة الإعلام بجمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة

 

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

حماية المُزارع

أحمد يحيى جرادي تبقى الزراعة أمان البشرية ومبتغاها وهدف كل الدول التي تسعى أن يكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.