أنين الحقيقة

أميمة عبد العزيز زاهد

قال حكيم “ما تراه هو كل الحقيقة وما تسمعه هو نصف الحقيقة فلا تصدق إلا ما تراه بعينيك” بالتأكيد إنه قول مأثور فلا يوجد شخص استطاع أن يصل إلى الحقيقة المطلقة لأن لا شيء يثبت على حال وكل شيء متغير وإلى زوال والحق سبحانه وحده من له صفه الثبات والدوام فنحن نسلم بأن الموت والشمس والقمر كلها حقائق تتقبلها عقولنا دون أن نسأل وعموما فإن الحقيقة تعتبر متغيرة لأنها كانت حقيقة في لحظتها فلا تستمر وتحل محلها حقيقة أخرى .

وقد تتلون الحقائق حسب رؤية ووجهة نظر الراوي وتحيزه وميوله وهواه وكما يراها هو وأحيانا تضيع الحقيقة بين الكذب والصراحة أو بين الأصل والصورة وبين الحق والباطل . وقد تشوش أحيانا على قلوبنا وتغلبنا الأنانية والغيرة والأهواء ونحن مع الأسف نعيش في زمن قلب الحقائق وتفسير الأمور بشكل متسرع وعنيف ، ونعيش في مناخ يحرص البعض منا أن يلعب فيه دور القاضي والجلاد .

فهناك نماذج تبث أفكار الجهل وتنشر سموم التخلف ولا يقبل عقلها المناقشة ولا الأفكار ولا تعترف إلا بتصوراتها فلم تعد الحقيقة كسابق عهدها واضحة وصريحة مثل ضوء الشمس . أصبحت الآن مشكوك في وضوحها بعد أن تعددت مصادرها ، وأصبح كل منا يراها بمنظوره الخاص ، وأصبح العثور على الحقيقة ليس بالأمر السهل ، بل يكاد يكون مستحيلا وليس هناك أقوى من أن يعاني الإنسان حتى يصل للحقيقة، فنحن نرى العالم طبقاً لما في تفكيرنا ، لاكما يجب أن نراه..

ولم نحاول أن نرى الصورة الحقيقية ولا نريد أن نعترف لأنفسنا بأنه ليس كل ما نراه هو بالضرورة صحيح…لأن ما نراه هو ما تمت برمجة عقولنا عليه.. فأصبح هناك لكل رأي ألف وجه ولكل موقف ألف تفسير ولم نستوعب فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه..

فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ قد نكون جميعاً على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر  وليس كل ما نراه هو الحقيقة الوحيدة و المطلقة ولنضع احتمال أن للحقيقة وجه آخر وأن تكون لدينا الشجاعة لمواجهه أي نقص أو خلل بكل إيمان وقوة وعزيمة فلا نهرب من مشاكلنا وهزائمنا ولنعالجها بإيماننا وثقافتنا وعقلنا لنتخلص من أي مركب نقص ولا نرضخ لأي سراب كاذب قد يدفعنا إلى الوراء..فمن الجهل أن نتغافل عن واقعنا لأنه في النهاية سيكون النصر للحق والهزيمة للباطل.

همس الأزاهير 
قالوا:
– عندما يخبرك شخص موثوق بخبر قد يكون صادق في وصف ما رأى ولكن ما رآه قد لا يكون الحقيقة الوحيدة.
– لا تصدق كل ما ترى.. ولا تنقل كل ما ترى.. ولا تصدق كل ما ينقل.
– قليل من الحقيقة وراء كلمة كنت أمزح.
– الرجال يصنعون عظائم الأمور هذه حقيقة ،لكن النساء يصنعن الرجال هذه حقيقة ننساها دائما.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

تعليق واحد

  1. ما شاء الله تبارك الله عليكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.