بعد 10 سنوات من الحضور القوي واللافت لفتيات الكشافة السعودية في رعاية الأطفال التائهين بالمشاعر المقدسة وإعادتهم إلى ذويهم من خلال معسكرات الخدمة العامة التي تُقيمها جمعية الكشافة العربية السعودية كل عام ، سجل هذا العام وللعام الثاني على التوالي غياباً عن المشاركة ، حيث غبن عن حج العام الماضي 2020 بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية في مارس من نفس العام أن فيروس كورونا المستجدّ المسبّب لمرض “كوفيد-19” وباء عالمياً ، واستمر الغياب في حج هذا العام 2021 لاستمرار تطورات جائحة فيروس كورونا وظهور تحورات جديدة له في العالم ، بعد أن كانت تلك الفتيات منذ شهر نوفمبر 2010 شريكاً رئيساً في المعسكرات مكملات لدور أخيها الكشاف في خدمة ضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة .
وخلال تلك السنوات العشر الماضية التي شاركن فيها سجلن نجاحاً باهراً في أداء المهمة الموكلة لهن لأسباب عديدة من أهمها خصوصية الأمومة لديهن ووجود متخصصات بينهن في التربية وفي الطب النفسي للأطفال ، فضلاً عن إجادتهن للعديد من اللغات التي أسهمت بشكل مباشر في معاملة ومخاطبة الطفل التائه ، مما يجعل مقرات إرشاد واستقبال هؤلاء الأطفال تتحول الى لوحات ملاعب أطفال بريئة يكسوهم الصفاء والنقاء والسعادة وترتسم على وجوههم البسمة ، بعد أن وفرت لهم الجمعية كًل سبل الراحة من اسرة نوم وملابس والعاب أطفال .
وتقوم خدمة الأطفال التائهين على استقبالهم بالمراكز المنتشرة في مشعري عرفات ومنى ومن ثم تجهيز الطفل التائه وإعداده نفسياً ، وتنظيفه أو تغيير ملابسه أن كان الأمر يستدعي ذلك ، وتقديم الطعام والشراب له ، ومن ثم أخذ أكبر كمية من المعلومات عنه خاصة الاسم والجنسية ورقم الهاتف أن كان يعرفه حتى لوكان خارج المملكة العربية السعودية ، ثم يتم تصوير وجهه ورفعه مع المعلومات المتحصلة على أيقونة الأطفال التائهين على موقع جمعية الكشافة ، والاتصال بمن تمكنت الفتيات من الحصول على رقم هاتفه ، ويستمررن في رعايته والاهتمام به إلى أن يستلمه ذووه.