فوزية عباس / روافد
” كان مجموعة من الأصوات المعبرة المتزامنة المتوقفة المتناغمة ، تخرج في وقت واحد كأنما تعزف على تخت كامل” هكذا يتحدث خبراء علم التلاوة و المقامات القرآنية عن صوته ويقولون :” ما إن نسمع صوت الشيخ أبو العينين شعيشع في وقت العصاري الذي خصصته الإذاعة لتلاوته إلا ونشعر بنسيم قرآني هب ليلمس أرواحنا” .
ولد الشيخ أبو العينين شعيشع في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ في ٢٢ أغسطس ١٩٢٢ . حفظ القرآن وذاع صيته صبياً من خلال حفل أقيم بمدينة المنصورة عام ١٩٣٦ .
كان رحمه الله أقرب الأصوات لقيثارة السماء الشيخ “محمد رفعت” ، حتى أنه عندما ذهب ليقدم بالإذاعة والتي ضمت الشيخ أحمد شوريت والدكتور إبراهيم مصطفى عميد كلية دار العلوم والشيخ المغربي ومصطفى رضا مدير معهد الموسيقى ، حينها أدى شيخنا أداء مذهلا منحه تعاقدا مع الإذاعة وكان أصغر قارئا كان عمره حينها ١٧ عاما و ذلك عام ١٩٣٩ .
يذكر أنه بعد ثورة يوليو واجه مسئولي الإذاعة مشكلة فمعظم تسجيلات الشيخ محمد رفعت أصبحت بفعل الزمن غير مكتملة وهناك أجزاء ناقصة فاستعانوا بالشيخ أبو العينين شعيشع أقرب الأصوات للشيخ محمد رفعت لإكمالها .
ويحكي شعيشع عن علاقته بالشيخ محمد رفعت فيقول أن هناك أناسا قالوا للشيخ محمد رفعت : “فيه واحد طالع جديد بيقلدك ” ، فأجاب رفعت على الفور و قال : “أعرفه و احبه و اسمعه و اسمه ابو العينين شعيشع ” . فتوجه شعيشع إلى الشيخ محمد رفعت ليقبل رأسه فرحا و سعيدا بشهادة قدوته فيه .
جدير بالذكر ان الشيخ الجليل هو أول قاريء يسافر الدول العربية وذلك عام ١٩٤٠ بدعوة من إذاعة الشرق الأدنى و مقرها فلسطين ، فتعاقدت معه لمدة ثلاثة أشهر ، وكان يقرأ قرآن صلاة ظهر الجمعة من المسجد الاقصى وتنقلها اذاعتا الشرق الادنى والقدس على الهواء مباشرة .
شغل الشيخ الجليل العديد من المناصب الدينية منها أنه كان رحمه الله قارئا في مسجد السيدة زينب ، ونقيبا لقراء مصر ، وعضوا للمجلس الاعلى للشئون الاسلامية وعميدا للمعهد الدولي لتحفيظ القرآن الكريم .
سافر الشيخ أبو العينين إلى العديد من أقطار العالم الاسلامي والغربي ، تاليا لكتاب ربه و داعيا إلى دينه ، وقد نال العديد من الأوسمة تقديرا لمجهوده .
توفي في ٢٣ يونيو ٢٠١١ عن عمر يناهز ٨٩ عاما .