الحج للقاصد رحمة ربه المسترجي .

مجدي بن النضر خاشقجي

التَّلبية

أشرقَ النُّورُ تحتَ كلِّ حَصاةِ

مِن فيوضِ الأشذاءِ في الفَلَواتِ

 

ها هُنا موكبُ الحجيجِ تهادَى

يحملُ الخيرَ مِن جميعِ الجهاتِ


وأناخَ الرِّكَابَ في خيرِ أرضٍ

وهي مهدُ التَّاريخِ والمعجزاتِ

 

هلَّلُوا كبَّرُوا مُلبّينَ ربِّي

غافرَ الذَّنبِ قابلَ التَّوباتِ

 

هلَّلُوا كبَّرُوا .. رضاكَ إلهي

أنتَ يا ربُّ جابرُ العَثَرَاتِ

 

الإحرام

وتساوى الجميعُ مِن كلِّ فَجٍ

كُلَّ جِنسٍ .. ومِن جميعِ اللُّغاتِ

 

جرَّدوا النَّفسَ مِن شوائبِ دُنيا

نحوَ ظلِّ الرَّحمنِ قبلَ الفَواتِ

 

في رِداءٍ صفاؤهُ مِن قلوبٍ

بثيابِ الإيمانِ مُؤتزراتِ

 

في لباسٍ مِن كلِّ دَنَسٍ براءٌ

في معانٍ تُنبي عن النِّياتِ

 

وبدا النَّاسُ في البَياضِ سواءً

ينشُرُونَ الصَّفَا بوجهِ الحياةِ

 

وبدا الطُّهْرُ في جبينِ الـمُحَيَّا

أبلجَ السَّمْتِ واضحَ القَسماتِ

 

الطَّوافُ و السَّعي

ومضى موكبُ الحجيجِ ضياءً

لـ(طوافِ القدومِ )كالهالاتِ

 

بعدهُ السَّعْيُ في سحائبِ نورٍ

وعبيرٍ بربوةٍ في ( الصَّفاةِ )

 

وإلى (المروةِ ) التي أدركوها

ليعودوا بأنبلِ الغاياتِ

 

ثم شَدُّوا الرِّحالَ نحوَ مَبِيتٍ

بـِـ( مِنىً ) ،نحوَ أكملِ الدَّرجاتِ

 

يومُ عرفة

أقبلَ الفجْرُ والجموعُ توالتْ

نحوَ ساحِ الأطهارِ في ( عرفاتِ )

 

يطلبونَ الكريمَ عفوًا وصفحًا

بدعاءٍ يَغُصُّ بالعَبَرَاتِ

 

كيفَ لا ؟ والدُّموعُ نبضُ حروفٍ

وخشوعُ الرَّجاءِ في الكلماتِ

 

ها هُنا ( الحجُّ ) في أَجَلِّ المعاني

ها هُنا طابَ هادِمُ اللَّذَّاتِ

 

رحمةً ربِّ بِالعبيدِ وسُقْيَا

مِن معينِ الرَّحْماتِ يومَ الثَّباتِ

 

جاءكَ النَّاسُ مُثْقَلينَ خَطَايَا

يرتجونَ الكريمَ ، فيضَ الهِباتِ

 

ها هُنا رحمةٌ مِن اللهِ تترى

تتجلَّى في العفوِ والمكرماتِ

 

المزدلفة

ثم تمضي مواكبُ النُّورِ سيرًا

بعدَ وقتِ المغيبِ في الطُّرُقاتِ

 

وبـ(مزدلفةِ ) المشاعرِ باتوا

في وهادِ البركاتِ والرَّحَماتِ

 

ثم لَمُّوا حصَى الجمارِ اِنتقاءً

بعدَ جَمْعِ الصَّلاةِ والحسناتِ

 

وإذا الفجْرُ لاحَ قاموا سِراعًا

للكريمِ الحليمِ ذي البَرَكاتِ

 

قصدوا ( المشعرَ الحرامَ ) امتثالاً

إنَّ ذكرَ الرَّحمنِ طوقُ النَّجاةِ

 

أيامُ التَّشريقِ

كي يعودوا إلى ( مِنىً ) لِمَبيتٍ

في لَيالي ( التَّشْريقِ ) والطَّيِّباتِ

 

ونرى النَّاسَ تعمُرُ الأرضَ ذِكْرًا

بِدعاءِ الغَفورِ في الأمسياتِ

 

ولِـ(رَجْمِ الشَّيطانِ) هَبُّوا وجَدُّوا

كُلَّ يومٍ بـ(ساحةِ الجمراتِ)

 

قد غَوَى النَّاسَ عن عبادةِ رَبي

بتعالٍ وفُرقةٍ وشتاتِ

 

وأتى الحجُّ كي يُنيرَ قلوبًا

كسراجٍ في باطنِ المشكاةِ

 

الخاتمة

ثم عادَ الحجاجُ (مكةَ ) حُبًّا

وقلوبُ العبادِ كالمرآةِ

 

وأتمُّوا (إفاضةً).. و(وداعًا)

ومضوا ينهجونَ دربَ النَّجاةِ

 

وجرى الدَّمْعُ في العُيُونِ سَخِينًا

بينَ ما مرَّ في الحياةِ وآتِ

 

كلُّ حجٍّ يثيبهُ اللهُ رَبي

جنةَ الخُلْدِ عندَ يومِ الثَّباتِ

 

خاتمة الخاتمة

وختامًا يا سامعي كُلَّ حينٍ

لي رجاءٌ في آخِرِ الكلماتِ

 

الدُّعاءَ الدُّعاءَ ، قولوا جميعًا

رَحِمَ اللهُ كاتبَ الأبياتِ

 

وصلاتي على الشَّفيعِ الـمُرجىَ

كلَّ حينٍ وعقْبَ كلِّ صلاتي

 

نشيد للتلبية

قد أتينا شوقًا وحبًا نُلَّبي

نحوَ ربِّ العبادِ سربًا بِسِرْبِ

 

نطلبُ العفوَ منكَ رَبي ونرجو

ثمراتِ الرِّضا على خيرِ قُربِ

 

يا أمانًا مِن كلِّ خوفٍ ، أتينا

يا مجيبًا إذا دعاكَ الـمُلَبي

 

قد أتيناكَ تائبينَ ولُذْنَا

بِحِمَاكَ الرَّحِيبِ مِن كُلِّ ذنبِ

 

عن عبدالعزيز عطيه العنزي

شاهد أيضاً

[ شمس البردة ]

شعر/ منصور جبر ‏الله أكبر فاشهدوا الترديدا شمسٌ بمكة آذَنَتْ تجديدا والكونُ هَلَّلَ زاهيا مستبشرا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.