حوار مع الفنانة التشكيلية: سكينة الشريف.تستهويني واحات السريالية وعرائش التجريديّة.

 الحوار:عبدالعزيز عطيه العنزي

يبقى الأدب والشعر والفن التشكيلي مجرد ترف ذهني إلى أن تناديه الحياه ، 

وكان لنا هذا الحوار الحصري لروافد مع الفنانة التشكيلية وللمدربة وشاعرة: سكينة سعد الشريف
شاركت في عدة معارض فنية تشكيلية
في جمعية الثقافة والفنون في المدينة
وفي معارض وطنية وغيرها

*من هي سكينة الشريف؟

_إنسانة بسيطة تصحو كل يوم بشغف متجدد وروح مناضلة وأيادي

بخفّة تستعيد أحلامها المخبأة تحت وسائد الأمس لتصحبها في رحلة يوم دراسي شيّق وجديد في هذه الحياة.

*هل هناك تباين واختلاف في شخصية سكينة الشريف الآن .. وشخصيتها قبل عشر سنوات مضت ؟

_كل يوم لايشكِّل إضافة في شخصياتنا ؛ هو بالتأكيد تراكم خسائر يُثقل على أعمارنا . كي يسير العمر بخفّّة وجمال لابد من الاستفادة من كلّ يوم يمرّ ،قبل عشر سنوات لم تكن عندي حسابات تواصل اجتماعي نشطة ، الآن كما تعرفون : لي بصمتي في عالم التواصل الاجتماعي ، وهذا إنجاز أفخر فيه ، وقد أتى حصيلة جهد تراكمي وحثيث ، ومثابرة وحس دؤوب في تطوير الذات والاستفادة والتعلم كل يوم.

*ما المدرسة الفنية التي تنتمي إليها سكينة الشريف ؟

_الرمز هو غايتي في التعبير ، لذلك تجدني دائمًا أتنقل مابين واحات السريالية وعرائش التجريديّة ، أقطف من هنا وهناك ،لما لهما من قدرة خلابة في وعي الأفكار اللامتناهية والولّادة ، ودائما ماكنت أكرر بأنهما من المدارس الموائمة للغة العصر وسمة الحياة الآن .

*ما الذي يستهويك أكثر ؟ أهو الحرف .. أم الريشة والألوان ؟

_كلاهما يؤدي للآخر :

في الآونة الأخيرة بدأت أرسم لكل قصيدة متكاملة لوحة ، وهذا إنجاز غير مسبوق في مسيرتي الفنيّة والأدبية ، وكأن أحدهما جزءًا لايتجزَّأ من الآخر كما قيل : صنوان .

أيضا أرى أن التشكيل هو محور التقائهما ؛ لأن التشكيل وإعادة الصياغة هي المهارة التي تعمل على إبراز شعور الفنان ، وتبرر نتاجه سواءً على مستوى الكتابة والقصائد ، أو على مستوى العمل الفني التشكيلي.

*ما الذي يغلب على تفكيرك أكثر .. هل هي اللوحة ولغتها .. أم القصيدة بتراكيبها وألفاظها ومعانيها ؟

_صدقني لكليهما غمامهُ الذي يُظلُّ عالمي في حينه .

فتارة : أجد اللوحة والألوان نافذتي التي أطل من خلالها على عوالمي الخاصّة ، ومداراتي في فلك كونيّ آخر ، وأحيانا : أجد أن الحرف متكئٌ برزانة على أريكة الشعور غاضًّا الطرف عن مرسمي وهكذا.

*ما المعنى العميق الذي دائما ماترسمه الفنانة التشكيلية سكينة الشريف في لوحاتها الفنية ؟

_المعاني في كل عمل فني أدبي حقيقي من وجهة نظري ؛ هي وليدة تبنيّ حدث ربما يكون عابراً ؛ لكن الميزة التي يتفرّد بها المبدع هي مهارة الاقتناص وحسن التقمّص في كل مرّة ، فليس كل مايقوله أو يعبّر عنه المبدع يلامس واقعًا لهذه الأسباب

*الكل منا أراد طريقاً يمشي فيه .. ولكن الظروف حيّدته عن المضي قُدُماً في هذا الطريق .. وسارت به نحو طريق آخر لم يكن قد خطط له من قبل .. والسؤال هنا ما الظروف أو ما الأسباب التي رسمت طريقاً آخر لسكينة الشريف ووجدت نفسها تمضي فيه وتتبناه في حياتها ؟ 

_سؤال جميل جدًا وأحببته تشكر عليه أستاذ عبدالعزيز:

التحديات المتتالية في حياتي :قدري الذي تمخض عمّا أنا عليه الآن .

كما تعلم أن لكل متجدد ومبدع جذوة لاتخبو ، التحدي وليد الظروف الصعبة عندما يتحوّل لعامل مُلهم فهو بالتأكيد حسن ترويض للعقبات ومهارة للعبور.

*بيتهوفن لم يسمع أنغامه ؛ ولكنه أبدع في رسم النوتة. متي أبدعت سكينة في دمج الالوان حتي أخرجت لنالوحة فنية رائعة من وحي الخيال؟ 

_سبق وتطرّقت لحسن استثمار الأحداث ، لابد من وجود حدث يستفز فكرة مُبتكرة حتى أُنتج عمل جديد ، وأعمل على استنفار كافة حواسي وأفكاري في دعم هذا الإنتاج ، سيما أني أؤمن بأن الرمز هو ضالة الفنان الحقيقي.

*بما أنك شاعرة وفنانة تشكيلية لم لا تكون لك فلسفة خاصة يتوارثها الجيل من بعدك؟

_انا أملك فلسفتي الخاصة بالتأكيد ؛ وهي ترك المعاني تنسكب وتنثال بعفوية مني في الورق أو اللوحة ، بدون ضغط أي عامل خارجي ، فإن كان المعنى متطلبا ويحتاج الورق وفضاء اللوحة معا فلمَ لا ؟! ،يكفي أن أستجيب بانسيابية للدعوة التي يوجهها المعنى الملحّ من الداخل ؛ لأن هذا مايدعم اطمئناني الداخلي، لكن أن تتوارث الأجيال تلك الفلسفة من بعدي ؛ ربما هذه الفكرة سابقة لأوانها ولاأجد أني مؤهلة لذلك ؛ إلا إن كان المتلقي هو من يحدد ذلك.

*هل ترين أنكِ حققتِ طموحك بالرسم أكثر .. أم بالنظم؟

_ربما لأن الفن التشكيلي سبق الشعر فنتاجي أكثر وأكثر جودة ؛ نتيجة صقل الزمن للتجربة فيه ،أما الشعر فما زلت أعتبر نفسي حديثة عهد فيه ، وبالرغم من ذلك لي إنتاجي الذي أراه جيدًا لحد ما مقارنة بالوقت الذي احتجته لتعلم بحور الشعر ، وممارسة النظم بشكل يومي واختبار الفشل والنجاح أكثر من مرة ، ومع الاثنين _الفن والشعر _: مازلت طموحة شغوفة يدهشني عامل الاستكشاف فيّ كل يوم .

*ما الشيء الذي تراه الفنانة سكينة الشريف أنه ينقصها في سبيل تحقيق هدفها ورؤيتها؟

_لاشيء إطلاقًا حتى الآن ، والحمدلله أعلم أن أروع مايُلهمني هو وضاءة الأرواح والقلوب حولي وأنّ الحب هو كنف الإبداع الخالد،

ربما يخونني الوقت في بعض الأحيان ، لكن تعود الآمال المخبأة في جيوب الإرادة بالدعم والمساندة.

*رؤية 2030 هي المستقبل ما الكلمة التي توجهينها لجيل المستقبل؟

_أنتم رائعون وواعدون حقًا:

ثابروا وواصلوا الإيمان بأنفسكم ، واستكشفوا مايقبع في ثنايا أرواحكم فربما تفاجئكم الأيام بوابل من المهارات والمواهب التي لم تنقبوا عنها بعد،واعلموا أن الخرائط التي لاتُستمد من هويّة سليمة وصحيحة ،وانتماء وولاء حقيقي ؛ هي خرائط مشوّهة . فبالحب والانتماء الصادق ومعرفة الذات نحن أقرب للعقيدة السليمة والطريق القويم .

عن عبدالعزيز عطيه العنزي

شاهد أيضاً

مستفيدو كيان يعبرون عن مشاعرهم في ذكرى البيعة العاشرة

لقاء/ د. وسيلة محمود الحلبي رسائل حب وولاء وتهنئة يقدمها أبناء جمعية “كيان للأيتام “ذوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.