في كل يومٍ جنازة

بقلم : أسماء الغبر
lulumfz99@gmail.com….
شهقت القلوب شهقات مريرة تصاعدت إلى السماء ببخار أنينها وزفير وجعها واحتجزت الكلمات في الصدور  وسط دهشة قاسية على فواجع النكبة الصحية التي داهمت العالم من غير إنذار سابق ، كورونا الألم والصاعقة المرهقة جدا جدا لأرواحٍ تحمل قلوب ، وعيون ، وأياد ، وآذان ، ومشاعر ، وأحاسيس ، وخوف ، ورهبة ، وترقب ، وباتت النّفس البشرية تتقطع من شدة الأحزان التي تتراكم بأخبار كورونا المأساوية وجنائزه المخيفة .
كل يوم جنازة بل جنائز ،  كل يوم دموع مقهورة ، كل يوم شاشة سوداء على حالات التواصل الاجتماعي ، كل يوم حسرة وداع وفاجعة قاتلة ، وأثقل الأيام تلك التي يزور فيها ملك الموت البيت الواحد في الأسبوع مرتين أو ثلاث يا لمرارة الموقف ويا لقوة الحزن والفقد ، حرب فلسطين ومجازر اليهود في المسلمين نراها في التلفاز ونسمع عنها في الأخبار فتنفطر قلوبنا حزنا وحسرة على قلة الحيلة ولا نملك إلا أن ندعو الله جل شأنه بأن يفرج كرب إخواننا المضطهدين في كل مكان ، أما غزوة كورونا جاءت أشد وأعظم وأكبر من أن يستوعبها عقل بشر . العالم كله يوميا في فقد بأعداد هائلة ونسب كبيرة في كل مكان ،أحيانا أقول ماذا يحدث لنا وللعالم أجمع  ؟ ما هذا الفيروس الفاتك من أين أتى ؟؟ هل هو من علامات الساعة الكبرى ، ام أنه عقاب عظيم للفواحش العجيبة والغريبة والمجاهرة الكبيرة للمعاصي نعم المجاهرة والدياثة بجميع مرتكبيها من زوج أو أخ أو أب وهم يعرضون حرماتهم أمام القلوب الضعيفة والمريضة لينالوا شرف الشهرة المزيفة والساقطة متغنن بالحرية الشخصية والتربية الحديثة لا حسيب ولا رقيب ولا رادع لشيء حسبنا الله ونعم الوكيل ، أم أنها الظلمات والظلم الذي يعاني منه  الكثير من الفقراء والمساكين والزوجات والأيتام والباحثين والمقهورين  من أهلهم وذويهم وغياب الضمير في تعاملات بعض البشر  وطمس العدل مقابل الرشوات والتزوير الذي كنا نراه في المسلسلات والحلقات لتنفذ على أرض الواقع ، أم هي العنصرية الخفية التي لا تحس إلا في ردود الأفعال وقطع الأرزاق ،  أم  الإشاعات من ذوي الجهل وقلة المعرفة فيما يتداولونه بأن البروتوكولات الصحية لها نظرة في تخفيف العبء والجهد الذي يجده المبتلى في نفسه ويحضرني في هذه اللحظة الفيديو الذي تحدث فيه الطفل الأردني عن مأساة منطقته و تزايد أعداد الوفيات بحجة نقص الأكسجين المفاجئ وقلة الملاحظة الطيبة للمريض وغيره كثر  ، أما للحالة النفسية التي يصل لها المريض من خشونة هذا المرض فتزيد من حدة خوفه فتقضي عليه قضاء أبديا .

وختاما في توقعات التزايد الملحوظ في عدد الوفيات هو ما أسلفت عنه سابقا ” اللقاح ” والحديث الطويل والتكهنات المتنوعة والظنون الوهمية والأراء الذاتية والفيديوهات المركبة والصحيح والخطأ والممكن واللاممكن عن هذا اللقاح والذي أدعو الجميع أن يصلي لله من قلبه بنية صادقة ركعتان استخارة  يرجو الله أن يخرجه من ظلمات الإشاعات إلى نور علمه ورحمته .
أرهقتنا هذه الغُمة ، أرهقتنا طويلا وأبكتنا طويلا فما إن يبزغ الفجر علينا بحداد أمضيناه على ليل مكبل بأحزانه حتى تشرق الشمس بخبر أقوى وأقسى ، يا الله لم يبق للفرح طعم ولم يبقى للبسمة معالم فالقلوب حزينة على عزيز فقدناه في غمضة عين ، وصديق على سرير الوادع الأبيض ، وجار على أكسجين يرتفع وينزل ، وشاب مكافح وحورية لم يحظوا بأبناء يحملون أسمائهم ، وأما وأبا وأخا ومعارف كلهم رحلوا وغادروا بكورونا وغيره . أما الأحياء فيعتريهم القلق والخوف من غد لا يسئلون الله فيه إلا السلامة من كل شر وسوء .
ربنا اغفر لنا إن نسينا أو أخطاءنا ، ولا تعذبنا إلهي فيما قصرت به عقولنا وغلبتنا فيه شقوتنا واستهوتنا به الشياطين فشغلتنا بالدنيا عن الدين ربنا ضاقت قلوبنا وارتخت قوانا ولا حول ولا قوة لنا إلا بك نسألك عفوك ومعافاتك و،أن تلطف بنا فيما جرت به المقادير …آمين

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.