روابي حسن أبو طالب /
بكالوريوس إدارة الاعمال –جامعة جازان
يقاس مستوى تقدم الدول والمجتمعات من خلال التعليم ومخرجاته والكوادر البشرية وجودة الأعمال وعمليات الإنتاج الصناعي والفكري الادبي والإداري وخدمات الايدي العاملة ووفرتها.
ولا شك ان المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر دول العالم التي احتضنت وما زالت تحتضن العديد من الكوادر البشرية بكافة مستوياتها وتخصصاتها وجنسياتها من مختلف دول العالم ما يتطلب جهود جبارة في اختيارها واستيعابها وتطويرها والاستفادة منها واستقطابها والمحافظة عليها.
ومما لا شك فيه فقد أولت قيادتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ،نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهم الله- عناية واهتمام بالغ بالكوادر البشرية المحلية المدربة والمؤهلة التي استطاعت خوض غمار الحياة العملية والمهنية في كافة المجالات من أجل تطوير قدراتهم ومهاراتهم ودعم الوطن ومكتسباته بعقولهم وسواعدهم.
إن العنصر البشري هو القوة والعقل المدبر الذي يمكن من خلاله استغلال جميع الإمكانيات وتحقيق الأهداف التي تسعى إليها المنظمات، ومع التقدم ودخول الشركات متعددة الجنسيات للأسواق العالمية ووجود المنافسة بين الدول المتقدمة لجذب الكفاءات البشرية المتميزة أدى الى وجود دورًا هامًا للإدارة والعمل على استقطاب العاملين الأكفاء وتوفير المناخ الأنسب لهم.
إن مفهوم إدارة الموارد البشرية باعتبارها الشريان الحيوي الهام في ترتيب أنشطة المنظمات وإدارة مواردها اكتسب أهمية متميزة ودورًا جوهري في إدارة الاعمال وتطورها، ما جعل اهتمام الحكومة بالموارد المحلية والأجنبية قائم على قدم وساق مواكبًا كافة التطورات الحديثة فأنشأت
(وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية) بعد ان كانت وزارتين مستقلتين تم دمجها بما يتوافق مع الحاجة المرحلية وأهدافها بموجب الأمر الملكي رقم أ/455 في 1 / 7 / 1441 هـ القاضي بضم وزارة الخدمة المدنية إلى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لتصبح “وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية”.
إن التطورات الإدارية التي حدثت في تنظيم المنظمات وريادة الأعمال وفي الهياكل الإدارية للموارد البشرية جعلت الأمر يتصدر جهود الوزارة بتوجيهات ودعم من معالي الوزير أحمد بن سليمان الراجحي الذي يسعى جاهدا الى الارتقاء بالأداء الوظيفي والتدريبي في كافة الوزارات، حيث ترتبط كفاءة الأداء في المنظمات بتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد والنهوض بالإنتاج المالي والإداري.
ولا شك أن رياح التغيير والتطوير في المملكة العربية السعودية ممثلة بالرؤية الوطنية (2030) حملت في طياتها تغيرات إيجابية في كافة المجالات مستمدةً قوتها من مضمونها الذي يتمحور حول التحديات الحالية والمستقبلية وتطوير الخطط الاستراتيجية وإدراك القائمين لأهمية العنصر البشري في تطوير الواقع والإنسان والذي يعني تطوير الأوطان فالعنصر البشري يعد المورد الأهم في الإنتاج، لأنه يمتلك زمام الموارد الأخرى يطوعها ويتعامل معها ويحقق التكامل فيما بينها.
زمن ابرز اهتمام القيادة بهذا الجانب انشاء برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية الذي يعد واحدًا من البرنامج الرئيسية للرؤية و يهدف إلى امتلاك الموظفين القدرات والمهارات اللازمة للإنجاز من خلال تدريب العديد من الموظفين والكوادر والعمل على زيادة الإنتاجية والكفاءة في الأداء، وهو من البرامج الموجهة لموظفي القطاع الحكومي بصفة خاصة. وهناك العديد من الأهداف والمبادرات موجهة للمواطنين بصفة عامة وجموع القوى البشرية في المملكة تنص على تزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لاحتياجات سوق العمل.
ومن أهم هذه البرامج والمبادرات «رفع أداء الموارد البشرية» و«إعادة هيكلة الوظيفة العامة في الخدمة المدنية»، وبرنامج الحد من تباين التعويضات في الخدمة المدنية»، «تأهيل العاملين في القطاع الثالث»، «البرامج التدريبية المرنة»، «البرامج التدريبية المسائية»، «التأهيل المهني لطلاب التعليم العام»، «بناء القدرات في الوحدات التدريبية»، «التحول نحو التعليم الرقمي»، «تطوير منظومة التعليم التقني التطبيقي» وغيرها من المبادرات والبرامج التي ستسهم في تكوين موارد بشرية قادرة على التعامل مع الرؤية بطموح الوطن الكبير وتتمكن من تحويل مفهوم إدارة الأفراد إلى إدارة الموارد البشرية الاستراتيجية والربط بينها وبين أهداف وغايات رؤية المملكة (2030) لتحسين الأداء وتنمية بيئة ثقافية أكثر مرونة وقدرة على تبني السلوك الإداري والابتكاري.
وهنا نوجه رسالتنا إلى رجال الاعمال والقيادات الإدارية في القطاع الخاص على وجه الخصوص وكذا القطاع العام بالاهتمام بالكوادر البشرية وخاصة المتميزة وعدم تجاهلهم واستشعار وجودهم في المنشآت المختلفة ودعمهم ماديًا ومعنويًا والاستمرار في تطوير مهاراتهم بالدورات التدريبية والدرجات العلمية وإيجاد بيئة إيجابية سليمة ومحفزة قادرة على صنع التطور والازدهار.
وفي الختام حفظ الله الوطن وقيادتنا الرشيدة وأبناء شعبنا العظيم ودام عزك يا وطن