جاءت فكرة إقامة “متحف السيرة الدولي” من حديث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، حينما تحدث لأول مرة عن الحاجة الملحة لإيجاد متحف للتاريخ الإسلامي.
وقال ولي العهد “أهم بلد إسلامي وليس عندك متحف إسلامي في المملكة العربية السعودية، هل هذا يعقل؟!، عندما يأتي الزائر غير المسلم ويريد أن يطلع على الإسلام من السعودية ولا يوجد أي مركز أو متحف يستطيع أن يثري ثقافته في الإسلام من خلال المملكة العربية السعودية، هذا أمر غير منطقي تماماً”.
وتحول حديث الأمير محمد بن سلمان اليوم إلى التنفيذ على أرض الواقع، حيث ترجم معالي الشيخ الدكتور محمد العيسى أمين رابطة العالم الإسلامي حرص واهتمام القيادة السعودية بخدمة الإسلام، ونشر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة والوسطية والاعتدال، في الوقت الذي يضرب فيه التشدد أطنابه في العالم.
وأوضح الشيخ العيسى أن المتحف سينطلق من المدينة المنورة المقر الرئيس لجميع المتاحف العالمية ليلف العالم الإسلامي وغير الإسلامي أيضا ، حيث سيتمكن غير المسلمين بشكل خاص من مشاهدة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وبين العيسى أن “متحف السيرة الدولي” سيعتمد على عدد من وسائل العرض ، مثل الأطالس العصرية، وقاعات العرض السينمائية، إضافة إلى شاشات العرض ثلاثية الأبعاد، وتكنولوجيا التصوير التجسيمي، وتكنولوجيا الواقع الافتراضي ، مؤكداً على أن هذه المتاحف ستقلب المعادلة الخاطئة عن الإسلام رأسا على عقب.
كما أكد أن متحف السيرة الدولي يمثل النصرة الحقيقية لنبينا الكريم من خلال الحقائق التي تحفل بها السيرة النبوية المطهرة، إذ يهدف إلى إيضاح الثقافة الإسلامية ، وترسيخ القيم المحمدية السمحة ومحاكاة العصر النبوي.
وقد بارك العديد من علماء المسلمين حول العالم إقامة هذا المتحف، حيث سيكون بمثابة رسالة دعوية بقالب عصري، فيما بادرت أكثر من 34 دولة بطلب إقامة نسخ من المتحف في بلدانها منطلقا للعالمية، حيث ستكون البداية في اندونيسيا.
وسوف يضم المتحف الذي يجاور المسجد النبوي الشريف أكثر من 30 جناحاً تحاكي العصر النبوي، إلى جانب 500 متحفية تربط الزائرين بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد النبوة، كما يشمل المتحف صورة الأنبياء في الإسلام والتعايش النبوي مع المختلفين ، وكيف أنصف النبي صلى الله عليه وسلم المرأة؟