المدينة المنورة : حامد الظاهري
حين رأيتها وليتك تراها كما رأيتها ظننت أنني أعيش حلماً في صورة حقيقة أو خيالاً في ثوب الواقع، كانت هادئة حد السكون، وادعة حد البراءة، حالمه كأنما نسجت الرومانسية مع الطبيعة في حلة واحدة فلا تكاد ترى صورة إحداهما إلا وتراءى لك انعكاس الأخرى.
تأسر الناظر إليها من الوهلة الأولى، لم تكترث بالزينة لعل لقناعة لديها أن بهاء الجمال يكفي عن التزين فلا أدري كيف بعشاقها اذا ما تجملت لهم؟! تشعر بروح التناغم والألفة عند لقياها وكأنما تعرفها منذ دهور سحيقة، ناعمة الإحساس وأما أنفاسها فهي عطرة رقيقة، يمضي الوقت بها بسرعة دقيقة تلو دقيقة، تستمع بكل لحظة معها بألف طريقة.
تلك الفاتنة هي مدينة صغيرة في حجمها كبيرة في قلوب من أحبوها تراها وأنت قادم من الشمال نحوها وستجدها تلاعب البحرعن يمينها أما عن يسارها فهي تسكن تحت جناح شموخ الجبال ومابين اللطافة والإباء يتسلل بين ثناياها ومن حولها العديد من الأودية تعانق خمسة وستون قرية وهجرة بود وفيها من عبق التاريخ مايعجز عن تفصيله في مقال وقد ذكرها المؤرخون والرحالة في كتبهم.
ميناء الحسن أو الوشن أو محافظة الوجه كما تعرف حاليا، تلك مدينة لاتكفي الجمل ماسطرت والعبارات وماقررت من ذكر مافيها من جمال لايضاهى، فلا أوفى لحقها من رؤيتها والتمتع بها حتى يصل الشعور والوصف مما يعبر في النفوس عنها.. حقاً وقد لا أظلم أو أتجاوز ان قلت عنها بأنها هي درة الجمال في الشمال.