كتب / مبارك بن عوض الدوسري
( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا )
رحم الله زميلتي وأستاذتي المستشارة الإعلامية ليلى علم الدين عبدالسلام المُدير الأسبق لإدارة الاعلام والاتصال بالإقليم الكشفي العربي ومستشارة التسويق بمعهد الاهرام الإقليمي للصحافة والاعلام ومستشارة الاعلام والاتصال بالإقليم الكشفي العربي، والمقررة السابقة للجنة العلاقات العامة والإعلام بالاتحاد العام للكشافة والمرشدات في جمهورية مصر العربية.
لقد فقد الإعلام الكشفي على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية أحد وأهم أعمدته الذين قدموا خدمات جليلة للإعلام الكشفي طيلة حياتها الوظيفية والتطوعية ، وقد عرفتها مخلصة جادة في عملها ، تصدع بالرأي الحصيف المبني على الخبرة الطويلة والممارسة الفعلية للمهمة ، تنظر للأمر المطروح للنقاش نظرة مبنية على تهيئة جيدة لما سيناقش بحيث تغطي الموضوع من زواياه المتعددة بخبرة وذكاء ، يصحبه أخلاق عالية ونفس مرحة ، ومحبة للكل .
أن الموت حقيقة أزلية نعايشها كل يوم ، فكل يوم نودع راحلاً ونعزي في فقيد ، إلا أن فقدان الأحباب يجعل للموت وقعاً مؤلماً وحادثاً مذهلاً يبقى لفترات طويلة لانكاد نصدق هذه الحقيقة ولانستوعب تلك الصدمة ، خاصة موت الفجأة الذي هو أكثر وقعاً وأشد إيلاماً حيث يأتي دون مقدمات ، وعايشناه واقعاً حزيناً في الفترة الأخيرة بوفاة رئيس جمعية الكشافة السودانية عصام كامل الخضر، ووفاة رئيس مجلس ادارة المركز الكشفي العربي الدولي منذر الزميلي ، وزميلنا بالإقليم الكشفي العربي عبدالحميد عكاشه.
خسارتنا كمنتين للإعلام الكشفي لـ ليلى علم الدين كبيرة ، خاصة وأنها المحيطة إحاطة كبرى بكل مايتعلق بالإعلام والاتصال الكشفي بتواصلها أثناء عملها بالمكتب الكشفي الإقليمي العربي الدولي بالمستجدات التي تحدث سواء بالمكتب الإقليمي أو العالمي ، خاصة أنها حريصة على الاستفادة من كل اجتماع أو ورشة أو لقاء .
لم تكن ليلى علم الدين مجرد إنسانة عابرة للذين عرفوها .
كانت بالنسبة لنا نبض الحياة بآرائها وخبراتها وأفكارها وأنضباطها ومقترحاتها .
كانت المحرك للإعلام الكشفي العربي بالجمعيات الوطنية بعلاقاتها مع مفوضي ومسئولي الاعلام في كل الدول الاعضاء بالمنظمة الكشفية العربية.
لليوم الرابع على وفاتها رحمها الله لازال تفاعل الحزن سار على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي من محبيها ومن كل من عرفها بعبارات الرثاء والوفاء .
أسأل الله الكريم أن يجمعنا بها وكافة من فقدناهم مؤخراً من زملائنا وقادتنا عصام الخضر، ونور الدين غنيمة ، ومحمد عبد الرحمن عايش، وحسن القرزي، ومحمد مديحج ، وعلي محراب ، ومنذر الزميلي ، والدكتور عبد الرؤوف عبد العال ، ووليد الملا ، وبندر العبيدي ، وعبدالحميد عكاشه في جنات النعيم ، وأن يجزل المثوبة لكل القيادات الكشفية الذين رحلوا من دنيانا ، وأن يرفع درجاتهم في الجنة ، وأن يًنزل على أهلهم ومحبيهم الصبر والسلوان ، وأن يبارك في أعمالهم وذرياتهم ، ويجعل قبر كل واحد فيهم روضة من روضات الجنة .