بقلم : حامد الظاهري
إن تقديم نموذج فكري متكامل للحياة هو المحك الرئيس أمام أصحاب القلم في مختلف مجالات الكتابة ولكن هل بناء ذلك النموذج يكون سهلاً أو يأتي ببساطة؟
الوقوف عند الأسئلة الكبرى ومراجعة التصورات فيها ثم التوقف عند الماضي وقراءته بعناية والنظر في الحاضر بعين موضوعية واستشراف المستقبل بعين ثاقبة كل تلك الخطوات لاتتدفق في لحظة ولا تولد إلهاماً وإنما نتاج إعمال الفكر باستمرار وعرض الآراء والرؤى على ميزان سليم للخروج بنموذج شبه مكتمل يعرض بعدها على أهل النهى للصقل من خلال المناقشة والأخذ والرد والتصحيح.
قد يقضي المرء عمره أو ردحاً كبيراً منه في تكوين ذلك النموذج ولو كانت الكتابة مجرد ” شخطة قلم ” لوجدت أن العالم كله أصبح كتاباَ وإنما هو عقل واعي اجتهد في الفكر ليقدم للقارئ صورة توازي الحياة وتفسيرات لكثير من السلوكيات والتصرفات البشرية من حولنا.
حصيلة التجارب والخبرات الحياتية مع روافد المعرفة النظرية المختلفة إضافة إلى نمط التفكير ومنهجية التعامل مع الأفكار كل تلك هي عوامل مساعدة في بناء النموذج قبل تقديمه للآخرين فإن قُدم بعد محاولة تكوينه الأولى يأتي دور النقد لتصفية ذلك النموذج من الشوائب والملاحظات.
في العصر الحالي وللأسف أصبح بحث كثير من دور ومنصات النشر عن النصوص التي تحقق مشاهدات ومبيعات ولو كانت تلك النصوص مجرد خربشات لاواعية لا أكثر!