بقلم/ فيصل بن عبد العزيز الميمي*
ينال تنمية المجتمع المحلي في المملكة العربية السعودية اهتماماً واعياً وممتداً وكبيراً، وتهتم قيادتنا الحكيمة بها بالإضافة قطاعات حكومية وأهلية كبيرة ومتنوعة اجتماعية وسياسية واقتصادية وزراعية وصحية وغيرها الكثير وعلى الرغم من الاختلاف والتباين في المفهوم تبعا للانتماء الايديولوجي والتوجه الفكري والنموذج العلمي والتفسير المهني والواقع الاجتماعي بظاهريته ومشكلاته وآماله ومخططات طموحاته.
وعلى الرغم من هذا التنوع وذاك التباين المفاهيمي تجد في الاسلام نهضة وحضارة ومنهجا لتنمية الحياة فهو يعنى بتنظيم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنفسية بين الانسان وذاته، وبينه وبين الآخر، وبينه وبين المجتمع على الرغم مما يحيق بالمجتمع من تغيرات و ما يصاحبها من مطالب في كافة المناحي والجوانب الحياتية.
وقد أخذت المملكة العربية السعودية بأسلوب تنمية المجتمع المحلي منذ عام (1380هـ) وقبل إنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وفي عام (1381هـ) أنشئت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي أخذت على عاتقها التوسع في المشروع وذلك بإقامة عدد من المراكز في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء ، وأصبح مركز التنمية الاجتماعية بالدرعية مركزاً للتنمية والتدريب لإعداد الكوادر التي تعمل في المراكز .وتعتبر التنمية بمفهومها العام والشامل عملية واعية موجهه لصياغة بناء حضاري اجتماعي متكامل يؤكد فيه المجتمع هويته وذاتيته وإبداعه والتنمية بهذا المفهوم تقوم أساسا على مبدأ المشاركة الجماعية الإيجابية بدءاً بالتخطيط واتخاذ القرار ومروراً بالتنفيذ وتحمل المسؤوليات وانتهاء بالانتفاع بمردودات وثمرات مشاريع التنمية وبرامجها.
وقد تم إطلاق عدد من المبادرات التنموية مثل مبادرة إرشاد: والتي تسعى إلى تحقيق الاستقرار الأسري من خلال السعي لعلاج المشكلات الاسرية في مهدها. أيضاً مبادرة دلوني: مبادرة تسعى إلى مساعدة المواطنين للوصول الى الخدمات الاجتماعية المتاحة في المجتمع، بالإضافة مبادرة ساند: مبادرة تسعى إلى المسح الاجتماعي للمناطق والاحياء الاقل نمواً والرفع باحتياجاتها وسكانها الى جهات الاختصاص.. وغير ذلك من المبادرات.
وقد تم إنشاء العديد من مراكز التنمية الاجتماعية، وتقوم المراكز على أساس مشاركة الأهالي في تلمس احتياجاتهم ومشاركتهم مادياً ومعنوياً وبشرياً في تنفيذ مختلف البرامج التنموية الاجتماعية والثقافية والتدريبية والترفيهية والرياضية التي تساهم في سد احتياجات المجتمع المحلي وتنمية وتحقيق أمنه وسلامته، ولم يتوقف العطاء عند ذلك بل تم عمل لجان التنمية الاجتماعية الأهلية، وهي لجان تشرف عليها مراكز التنمية الاجتماعية وتعمل على حث الأهالي وتشجيعهم على تكوينها لبحث الاحتياجات العامة لمناطقهم ومجتمعاتهم المحلية والعمل على تلبيتها من خلال برامج التنمية المتنوعة التي تقترحها اللجان ويسهم فيها أفراد المجتمع مادياً ومعنوياً.
فيصل بن عبد العزيز الميمي
عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية
عضو فى الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية
وعضو في العديد من الجمعيات والمؤسسات