بقلم :
إبراهيم العسكري
هاتفني صباح اليوم أخي يحيى محمد السميري أحد الزملاء المقربين ، يربطنا أكثر من رابط نشط فضلآ عن روابط تشابه الأقدار..!!
عملنا سويآ منذ ما يزيد على ربع قرن إلى جانب أخوة أعزاء من أصحاب الهمم والإعاقات في العمل المؤسسي الاجتماعي كنشطاء مطالبين بحقوق المعاق عبر وسائل متعددة ، ثم عبر اللجان امتدادآ إلى جسور الجمعيات .كل ذلك كان ضمن أعمال تطوعية مجانية تقدر عند الله وبإذنه تعالى..!!
أهم روابطنا إننا نحمل أكثر من هموم لتأهيل المعاق الحديث حتى يتأهل ويختصر التجارب والطرق الوعرة التي مررنا بها عبر الإعاقة من خلال دهاليز موحشة وأنفاق مظلمة غالبآ لا نتنبأ بأخطارها فكدنا مرارآ أن نتعثر من خلالها أو تسقط علينا براكينها ووحوشها في غياب طائل من أنظار الأسوياء الذين يرون المعاق من بني جلدتهم كائن غريب لا يستحق منهم إلا الشفقة فقط..!!
لم تكن أعمالنا التطوعية من باب الترفيه أو إضاعة الوقت فلدى كل منا ارتباطات أسرية واجتماعية مضاعفة بحكم الإعاقة الحركية لكل منا فضلآ عن أعمالنا في وظائفنا الرسمية التي نسعى ونجتهد بها كسبب لمصدر الرزق والقوت الحلال ..!!
ربما أسهبت في المقدمة التعريفية وأعود لموضوع النقاش الهاتفي مع صاحبي لعله ينفع الكثير من أهل الخبرة والتمسك بالقشة الهامتة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..!!
صاحبي قال لي : فضلآ افتح لي قلبك وحاكني بعقلك وبتجربتك في السبق للتقاعد من العمل الوظيفي مصدر الرزق بعد الله ، وأضاف قائلاً كنت ليلة البارحة في نقاش مع أخوة لي من المعاقين في حيرة هل نتقاعد مبكرآ أم نبقى رغم تجاوزنا الخمسين ولم يعد لأكثرهم للتقاعد الرسمي إلا بضع سنوات تتفاوت فيما بينهم فهل تنصحني شخصيآ بالتقاعد المبكر أم البقاء حتى يتم الدف على قوله هو ؟ ، فقلت له مداعبآ ياأخي لا تدف فليس دف إنها إزاحة..!!
وعدت لأقول يا صاحبي احسبها صح ثم ارحل..! ، قال:كيف؟
قلت ضع في الاعتبار أسباب طلب التقاعد وكيف لو أكملت ماذا ستربح وماذا ستخسر..!!
ثم أكملت له بتجربتي يشهد الله تمنيت أن أكون اسبقت التقاعد بسنتين على الأقل لاشتري راحتي وأبحر ما استطعت في ربوع بلادي أو خارجها بحرية مطلقه قبل أن استعطف قواي وعكازي وحتى أشيائي وأطباء المناوبات ولكي أتجنب المجتمع الذي لا يخلو من المنغصات والوقوف في مواقف المعاق أو مضايقته في ممشاه فأعيش بحرية ، ولا تقف زيادة دراهم معدودة في مخصص التقاعد لتأجيل الراحة والطمأنينة ، فعجلة الزمن تدور والحال والعمر يقصر وكل شيء بحسابه..!!
أنتهى الحوار وقال ازهلها..!!
تمنيت من حكومتنا الرشيدة أن تشكل لجنة بمستوى المسؤلية لتقلص مدة فترة تقاعد المعاق في بلادي عن السوي بمقدار 50 % أو الثلثين على الأقل فلا يستوي النقيضان ، وعلى قول رابح صقر مع اختلاف المعنى والمآسي في بطن الشاعر وهذا للقياس فقط ..!!
تشكي وأنا أشكي وكل منا له ظروف
تقول بي هم وأنا أقول بي هم.