بقلم الكاتبة / وسيلة محمود الحلبي
يا طفلتي
سبعون عاما ولا زال الدرب مجهولا
ومملوء بعسكر
سبعون عاما مشيتها
تحت الأنقاض
بين الأسلاك والصخور
وفي غياهب السجون
وفي متاهات المحافل الدولية
قضيتي لا زالت تحتضر
لا تسأمي يا طفلتي
لا تصمتي
ثوري بنية واصرخي
زلزلي الدنيا عليهم
حطمي الجدار
إكسري القيود والأصفاد
في اليوم الأغر
طفلتي
من قص ضفائرك الطويلة؟
من شوه وجهك بالسكين؟
من حطم دميتك الجميلة
من أضرم النار
في شفتيك الرائعتين
من اغتال الفرحة
في الوجه النضر؟
وأطفأ في عينيك سحر البصر؟
أوليس صهيون
عدو البشر؟
طفلتي
من دس السم في طبقك
من زرع الخنجر
في خاصرتك؟؟
من غرس الحقد
في صدرك؟
من عاث تخريبا
بأرضك ببيتك بزرعك
أوليس حقد البشر؟
طفلتي
من نزع أظافرك الطويلة؟
من حفر على خديك
شوارعا من القهر؟
من سارع لقتل الفرحة
في عينيك الخضر؟
أليس صهيون عدو البشر؟؟
طفلتي
زلزلي الدنيا عليهم
حبنا للأرض
أبداً لن يتغير
وسنزرع زيتوناً ورماناً
وعنباً وقمحاً وزعتر
وسنقبض على عنق السنابل
مثلما نعانق خنجر
سبعون عاما
قنابل في الأرض تدفن
سبعون عاما حبيبتي
ما زال الدرب مجهولاً
ومملوء بعسكر
ليقتل قلب صغيرتي
قبل أن تدرك
معنى العشق وتكبر
*سفيرة الإعلام العربي
*عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
*عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
* مسؤولة الإعلام بجمعية كيان للأيتام