بقلم د. هيثم محمود شاولي
من الملامح الملفتة للنظر في شهر رمضان انتشار التسول أمام الإشارات أو خارج المساجد أو المستشفيات والأسواق والمقابر وغيرها من الأماكن
والآن أيضا تطور أسلوب التسول عبر الواتس اب ، ومواقع التواصل الاجتماعى وإرسال أرقام الحساب فى معظم البنوك للتحويل لهم.
والتسول ظاهرة اجتماعية خطيرة تهدد المجتمع وتتزداد كثيرًا في المواسم مثل شهر رمضان الكريم وعيد الفطر والأضحى ، ومن أسبابه الحصول على المال بأسرع وأسهل طريقة دون بذل أي مجهود، إذ أن بعض المتسولين اتخذوا التسول مهنة من آبائهم، فتجد أن الأسرة كلها تعمل بالتسول ولا ترى في ذلك عيبًا .
وهناك أشكالا وصورًا للتسول في المجتمع ومنها البكاء والعويل من أجل جذب الناس بافتعال حادثة ما كأن يدعي بأن أمواله قد سرقت وانتحال بعض العاهات والأمراض ، الإدعاء بعدم توفر مبلغ الأدوية العلاجية، ومن الأساليب استخدام الأطفال الرضع أو ذوي الاحتياجات الخاصة في عملية التسول من أجل جذب عاطفة الناس ، ومن أشكال التسول أيضا استغلال الوثائق مثل وثائق فواتير الماء والكهرباء والإيجار أو وصفات الدواء.
ولا شك أن هناك تأثير سلبي لظاهرة التسول على المجتمع، فالمتسولون – للأسف- يسيئون ويشوهون الشكل الحضاري لأي مجتمع، لذا لابد من معالجة جذرية لهذه القضية التي تهدد حضارة وأمن المجتمع ، ويترتب عليها انعكاسات خطيرة.
من وجهة نظري فإن هذه الظاهرة هي مشكلة عالمية إذ أصبحت تهدد المجتمعات وتنذر بالعديد من العواقب ،
والعبء الأكبر يقع على المجتمع في محاربتها، لأنها تنتشر بتجاوب وتعاون الناس معها وتختفي بكف الناس عن إعطاء هؤلاء المتسولين المال ، فيجب على جميع أفراد المجتمع التعاون مع الجهات المختصة للحد من هذه الظاهرة السلبية والقضاء عليها، وعلى جهات مكافحة التسول مضاعفة جهودها مع الشهر الفضيل لمنع انتشار المتسولين في كل صوب وحدب ، بجانب تكريس توعية المجتمع بمشكلة التسول عن طريق عرض برامج توعوية عنه وعن مضاره على المجتمع، ودفع الزكوات والصدقات في الجمعيات الخيرية فذلك أضمن في وصول الخير إلى مستحقيها.
والله من وراء القصد