كشفت ندوة صحية أقامتها إدارة التعليم بالرياض ممثلة في إدارة الشؤون الصحية المدرسية، أن المدخنين أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمضاعفات كورونا كوفيد-19 بشكل وخيم والوفاة بسببه، وفق تقرير علمي لمنظمة الصحة العالمية صدر مطلع 2021م.
وتفصيلًا: أوضحت الندوة، التي أقيمت عن بُعد بعنوان «أضرار التدخين على الجسم» بالتعاون مع المستشفى السعودي الألماني بالرياض، أن أحد الأخطاء الشائعة لدى المدخنين؛ وهي أن التدخين يهدئ الأعصاب، موضحة أن الدراسات العلمية أظهرت أنه يزيد الشعور بالتوتر والضغط النفسي.
وتناولت الندوة مفهوم “التدخين”؛ حيث بيَّن الأطباء المشاركون أن هذا المصطلح لا يقتصر على السجائر بل يشمل السجائر الإلكترونية والمعسل والشيشة وغيرها من منتجات التبغ.
وفنَّدت الندوة الاعتقاد الخاطئ بأن المعسل والشيشة أقل ضررًا وخطرًا من السجائر؛ حيث أكدت أن أضرارهما توازي أضرار السجائر لاحتوائهما على مادة النيكوتين ومستويات عالية من السموم المسببة للسرطان وكثير من الأمراض، محذرة أنه ليس هناك طريقة آمنة للتدخين.
واستعرضت الندوة أبرز المشاكل الصحية التي يتعرض لها المدخنون؛ ومنها زيادة نسبة الإصابة بمرض السل الذي قد يؤدي للوفاة، وكثرة التعرض لالتهابات الجهاز التنفسي ونزلات البرد والأنفلونزا؛ ما قد يدمر الحويصلات الهوائية في الرئتين ويتسبب بالتهاب الشعب الهوائية المزمن، فضلاً عن احتمال الإصابة بسرطان الرئة حال الاستمرار على التدخين. وفي هذا الجانب أشارت الندوة إلى أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين مضاعفات التدخين والسرطان، لافتة إلى أن التدخين يعد سببًا رئيسًا لكثير من الأمراض السرطانية التي تُصيب كلًّا من المريء والحنجرة والبلعوم والفم، وكذلك المثانة والبنكرياس والكبد والكلية وعنق الرحم والمعدة والمستقيم وبعض أنواع سرطان الدم.
وبيّنت الندوة أن تعاطي التبغ بأنواعه المختلفة يؤدي إلى تراكم المواد الدهنية وتصلب الشرايين ويزيد من تجلط الدم وأمراض القلب التاجية والنوبات القلبية، كما يسبب التهاب اللثة؛ ما يؤدي إلى زيادة الإصابة بسرطان الفم والمريء، ولفتت إلى أن التدخين يؤدي للإصابة بالسكري؛ حيث يقاوم إفراز الأنسولين، كما يؤثر في فعالية الأدوية كأدوية ضغط الدم، ويُعجّل ظهور التجاعيد وشيخوخة البشرة.
ولفتت الندوة إلى أن تأثير التدخين في جزء حيوي من جسم الإنسان وهو الكبد؛ حيث لا يتمكن من التخلص تمامًا من النيكوتين وتظل بقاياه وتتراكم في الكبد؛ ما يؤدي إلى ضعف الخلايا الكبدية وعدم قدرتها على القيام بوظائفها على المدى البعيد.
ونبهت الندوة إلى أن الأطفال الذين يولدون لآباء مدخنين يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والربو والتهاب الشعب الهوائية.
وتطرقت الندوة إلى سبل الإقلاع من التدخين والتخلص من هذه العادة السيئة والتقليل من آثارها الجسدية والنفسية وأعراضها الانسحابية نتيجة إدمان مادة النيكوتين وتأثيرها في جسم المدخن.
وبينت الندوة أن الانسحاب من التدخين يمثل تحديًا صعبًا، كما أن له انعكاساته غير المرغوبة كالشعور بالقلق والغضب والاكتئاب والصداع ومشاكل اضطراب النوم؛ ما يستدعي من المدخن عزيمة قوية والتخطيط وتلقي الدعم من محيطه للتخلص من حالة الإدمان على مادة النيكوتين ومواجهة الآثار والأضرار التي ألحقها التدخين بالجسم.
وفي هذا الجانب دعت الندوة إلى اتباع خطوات صحية لممارسة الحياة اليومية والابتعاد عن الأماكِن والأنشِطة التي تُحفز على التدخين، واستثمار الوقت بما يعود بالنفع، والتخطيط للحياة اليومية وسد أوقات الفراغ بممارسة أنشطة جديدة؛ ومنها الرياضة؛ ما يساعد على التخفيف من التوتر والضغط الناجم عن التوقف عن التدخين.
ودعت المعلمين وأولياء الأمور إلى مساعدة مَن وقع في التدخين من أبنائهم الطلاب بتقديم المساندة والدعم والتخطيط للمبادرة بترك التدخين وتشجيعهم للوصول إلى القناعة بنجاحهم في رحلة الإقلاع عن التدخين.
وفي ختام الندوة جرى السحب على الإجابات الصحيحة للأسئلة عبر الرابط الإلكتروني الخاص بالندوة وتقديم الجوائز للفائزين.