رمضان.. بين المسلسلات والموبايلات

بقلم/أسماء الغبر:

سلام عليك يا زمن كان جميلا بكل معانيه، بنية أهله الصادقة قبل كل شيء، بل بإخلاصهم الإيماني، وتقديسهم لشهر رمضان المبارك.

سأذكر مقطتفات بسيطة عن رمضان، الذي أعرفه في الزمن الماضي، حين تنطفىء  الكهرباء، والجو حار جدا، خاصة عند الظهيرة، فنركض للبحر، بنات وأولادًا، نخوض البحر بحجة الحرارة المتعبة، لا أعرف هل كنا صوّامًا حقا أم ندعي الصوم، وكانت الحياة تبتسم لنا، والقلوب صافية، والنيات نقية، ولأمهاتنا بريق لا ينسى في رمضان، حيث يقمن  بترطيب أخمرتهن؛ لتلطيف الجو المتعب، والشعور بشيء من البرودة، وروحانيات كثيرة كانت لنا في رمضان، فكان التلفاز هو الاستراحة الأخيرة، قبل الشروع للنوم، وقبل وقت السحر، أيضا فوازير رمضان للكبار والصغار، هي المتعة الأولى للمشاهدين،

ثم تأتي المسلسلات المحلية الكوميدية الجميلة، ورغم أن البث من قناة واحدة إلا أن رمضان بها كان مميزا، فبرامجه ذات محتوى، وأغلبها إسلامية وهادفة وتعليمية، وأقصد بذلك أن أغلب ما تعلمناه من حياة الصحابة كان من الحلقات الرمضانية، أضف إلى ذلك حياة الشعراء القدامى والعلماء وغيرهم، مما ترجمته الحلقات السورية، بممثليها العمالقة الكبار، وهيات هيات في رمضان سابقا أن ترى التبرج الفاحش، والتعري الذي نراه الآن، وخاصة في دول الخليج، فدورة الخليج الرمضانية كانت مغمورة بالعفة والستر، واحترام التقاليد، واحترام حرمة رمضان بصفة خاصة، وكل الحلقات كانت مشوقة بقصصها الممتعة، وزمانها العطر.

كما أن العجيب اليوم هو البكاء والصراخ والشجار الذي لا ينتهي، لسبب تافه، وموقف ساذج في الحلقة،  والأغرب أمانة  في الفترة الأخيرة أن ترى مشاهد غرامية، ونظرات شيطانية من العاشقين؛ فقط ليتم نشرها وتداولها في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لكسب الشهرة والمتابعة المليونية، وأيضا تحريك المشاعر عند الشباب من البنات والأولاد، ومقاصد كثيرة لتدمير العفة الإيمانية في قلوب المراهقين وغيرهم، وكذا أقول في بعض الشخصيات من الممثلات الكبار، ألم يأنِ لكنّ أن تحتشمن قليلا، وتضربن بخمركن على جيوبكن، أو تقرن في بيوتكن؟!!!

رحم الله زمانا كنا نعرف فيه عظمة رمضان، وما يزال ذلك في قلوبنا حقيقة، ولن يرحل أبدا بإذن الله، وقبل أن أنهي مقالي سأكتب عن شيء خارج عن رمضان، إلا أنه من عجائب التبرج في هذا الزمن، وإني لأدعو الله أن  يعافيني ويعفو عني إن أخطات في حقهم، أو كتبت عنهم ما لا يرضون، فهم  وأمثالهم لهم رب يحاسبهم، ولكني كتبت هذا من باب الاستغراب والتعجب، من الجهل الذي يعيشه هؤلاء الناس المسلمون، تلك المذيعة ومن شابهها وهي تجلس لتقدم  على الشاشة، يراها خلق كثير، وقد كشفت عن قدميها حتى الركبة، ولا تستطيع أن تجلس بأريحية أصلا، ولكم الحكم لماذا؟؟
ليس ذلك فحسب، بل مدة البرنامج ساعتان أو أكثر، والمذيع الذي معها، والمصورون والمخرج والمنفذ والمهندس والمتابعون في كل بقاع الدنيا ينظرون إليك، فكم من الوزر حملتِ فوق ظهرك، حقيقة أنا لا اُدين عمل المرأة في التلفاز والظهور، على العكس تماما، فأيّنما ظهرت المرأة محتشمة متسترة أنيقة مرتبة لا ضير في ذلك ولا عيب، تفرض احترامها على من يراها، أيًا كانت جنسيتها وديانتها.
فعلى الإنسان أن يرجع للوقار واحترام الذات الإنسانية بما كرمها الله فيه، وفي الأخير لكم دينكم ولي دين، لست وصية على أحد، لكن معذرة إلى ربكم.
عموما رمضان الآن بين (الموبايلات) والمسلسلات، وملذات الأكل إلا من رحم ربي ووفقه لصيامه التام، وقيامه الطويل، وأذكاره اليومية، وتمجيد قرآنه وتعلمه، وجعل لأهله وأسرته نصيبا مفروضا.
ربنا اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، ربنا يا الله هدنا إليك .

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

“براءة العيون الجميلة الجزء 2”

بقلم د.. حسين مشيخي في لحظات عدة وأنا مع نفسي أشتاق لك شوقا جنونيا، لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.