فوزية عباس / روافد
“الحنجرة الذهبية ..صوت مكة .. سفير القرآن الكريم” .. أنه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد . كان صاحب صوتا عذبا وأداء يملك القلوب . انهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الأرض ، لجمال صوته وأدائه الفريد في التلاوة .
كانت أول زيارة للشيخ عبد الباسط عبد الصمد بعد التحاقه بالإذاعة عام 1952 كانت إلى السعودية لأداء فريضة الحج ، فطلب منه السعوديون ان يسجل لهم عدة تسجيلات لتذاع عبر موجات الإذاعة ، لم يتردد الشيخ فقام بتسجيل عدة تلاوات للمملكة أشهرها التي سجلت بالحرم المكي والمسجد النبوي فلقبوه بـ ” صوت مكة” .
ذهب الشيخ الجليل رحمه الله إلى باكستان وكان بانتظاره استقبالا رسمي ، فقد استقبله رئيس الدولة في أرض المطار وصافحه وهو ينزل من الطائرة .
سافر “صوت مكة” أيضا إلى اندونيسيا وقرأ القرآن الكريم في أكبر المساجد هناك ، فامتلأ المسجد عن آخره بل و امتلأ الميدان المقابل للمسجد بأكثر من ربع مليون مسلم يستمعون إليه وقوفا على الأقدام حتى مطلع الفجر .
ومن المواقف التي أثرت في الشيخ كثيرا ، عندما ذهب إلى الهند لإحياء احتفال ديني كبير أقامه أحد الأغنياء المسلمين هناك ، ففوجيء الشيخ بجميع الحضور يخلعون الأحذية ويقفون على الأرض وقد حنوا رؤوسهم إلى الأسفل ينظرون محل السجود وأعينهم تفيض من الدمع ، يبكون خشوعا حتى انتهت التلاوة والشيخ الجليل عيناه تذرفا الدمع تأثرا بهذا الموقف ..
حظي فضيلة الشيخ بالكثير من مظاهر التقدير عربياً ودولياً ، فنال وسام الاستحقاق السوري ووسام ماليزيا الذهبي ووسام الأرز اللبناني ، ووساماً من السنغال وآخر من المغرب ، وآخر الأوسمة التى حصل عليها كان بعد رحيله من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام 1990… رحم الله الشيخ الجليل عبد الباسط عبد الصمد .