بقلم الكاتبة/ وسيلة محمود الحلبي *
في وقتٍ ما من الليل، وحينما باغتتني لحظة تأمل للجمال المحيط بي من كل جانب، إذا بيدي تتحرك لا شعورياً بحثاً عن القلم والقرطاس الذي طالما تغنت به أناملي وهي ممسكة به، حيث رقصت عيونهم أمامي طرباً لتلك الإيقاعات الملونة التي تلطخت بها أناملهم الناعمة وهم يعزفون أجمل الإيقاعات الملونة والمزخرفة على لوحاتهم وأعمالهم الخشبية والفخارية في ورش العمل الفنية التي نظمتها لهم جمعيتهم “كيان”..
يعيش “أبناء جمعية كيان” للأيتام ذوي الظروف الخاصة هذه الأيام مساءات رائعة منمقة بالألوان والفرشاة، ينثرون عبيرهم من خلالها، ويبثون فرحهم وسعادتهم، وينسون أحزانهم وآلامهم، وينسجون أحلامهم وتطلعاتهم من خلالها، مغردون كالطيور، محلفون كالفراشات يتنقلون من ورشة إلى ورشة بنفسية مرتاحة، يحدوهم الأمل يتطلعون للأفضل بكل ما يرغبونه ويميلون إليه.
“فنانون صغار” وأنامل ذهبية تعبث بالفرشاة والألوان تحت مظلة جمعية كيان للأيتام ومشاركة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية جسفت وإشراف فنانين وفنانات تشكيليين لهم باع طويل واسم لامع وإنجازات مشرفة وصلت للعالمية.
“فنانوا كيان” يضعون الخطوط الأولى، ثم يبدأون بحذر، وإذ بريشتهم تسبر أغوار الآمال والطموحات الدفينة بدواخلهم، والتي حركتها الريشة والألوان فدفعوا بها إلى الخارج وعبروا عنها بكل حب، وفرح وسعادة..
عصافيرنا المغردة “أبناء كيان” حلقوا في ورش العمل بأريحية وبنفس رضية، هزت الريشة والألوان مشاعرهم وتفننوا بالرسم والتلوين والتركيب وأبدعوا. انفرجت أساريرهم بدأوا يعزفون على أوتار الخشب والخزف والورق والزجاج والفخار أجمل الألحان. لتحكي ألوانا متناسقة ومتناثرة من المواساة والفرح، والحزن، والفن، والأمل.
“فنانوا كيان” تلونت مساءاتهم الرمضانية، تعلُّقوا بحروفِ الألوان المنبثقة من الريشة بشغف شديد، وأمنيات لورش أكثر وأكبر وأعمق، ليكونوا مشروع فنانين مشهورين في المستقبل يشار إليهم بالبنان، ومتشوقين ليروا أعمالهم يحتضنها معرض كيان الفني الأول والذي سيقام قريبا بإذن الله بهدف تواصلهم مع المجتمع ولتعريفه بأنفسهم ومواهبهم، ولإضفاء أجواء من التقارب والسعادة ومساعدتهم في الانخراط في المجتمع..
*سفيرة الإعلام العربي
*مسؤولة الإعلام بجمعية كيان للأيتام
*عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
*عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب