بقلم / عيدان أحمد العُمري
عندما نرى جريان الأنهار الطبيعية المتنوعة التي تنبع من الأرض ، تبهرنا رؤيتها وجريانها و جمالها ، وتأسرنا مناظرها الجميلة ، وننسجم مع أصوات خرير المياه وصفائها ، ويسر النظر إلى كساء اللون الأخضر من الأعشاب ، والنباتات الصغيرة ، و تأكد تمامًا أن الأنهار التي تنبع من قلوب البشر ، هي أكثر جمالًا ورونقًا ، وتأسر وتسر من حولها، وكلَّما ارتفعت مؤشرات الإيمان في قلوبنا زاد تمسكنا بالدين، و بالأخلاق الفاضلة ، والصفات الإنسانية العالية ، وجعلناها جسور محبة ، وبريد تواصل بيننا وبين من حولنا . وقد فاضت قريحتي بالأبيات التالية :
ألا يانهر جاري في الطبيعة
صفاء الماء سر الناظرين
ولون أخضر من جانبيه
ويكسو أرضه للعابرين
ونهر القلب دائم في نبوعه
كأن الغيث يروي السالكين
وإيمان ومنزلة رفيعة
علوًّا في سماء العالمين
وعلم وأخلاق فضيلة
يغيظ بها قلوب الماكرين
هنيئًا من له صفة عظيمة
ينال بها أجور الذاكرين
والأنهار التي تجري في القلوب أنهار متعددة ومتنوعة ، ونذكر بعضًا منها وهي مليئة بالمعاني الجميلة ، والصفات السامية ، والأخلاق الرفيعة ، يعلوها نهر الإيمان الذي يسمو بنا إلى عالم النور والضياء ، ويحلِّق بنا في آفاق الفضيلة ،
ونهر الصداقة الذي يرتقي بنا إلى أعلى مستوى بيننا وبين من حولنا ، ويبقى مزدهرًا ، ويسقي قلوبنا بغيثها الوفير لأن منبعه الوفاء ، ونهر المحبة الذي يجعل من الإنسان إنسانًا يصفح ويغفر ويسامح ويعذر ويقدِّر ، ويمد يد العون والمساعدة للآخرين ، ونهر الأخلاق الذي يجعل صاحبه نقيًّا صافيًا ، ومترفعًا عن نقائص الأمور ، ومتمسكًا بكل ماهو جميل في تعامله مع الآخرين ، ونهر طهارة القلب من الحسد والبغض والغيبة والنميمة الذي يغرس من خلاله في نفوس الناس المحبة والأخوة الصادقة ، و أنَّ هناك بعضًا من لا يكترث بنقاء أنهار القلوب أو كدرها أو جفافها أو امتلائها بالخير ، فأنهار القلوب تجعلنا أجمل وأثمن وأسمى وأنقى شيء في الحياة الدنيا ، فاجعلها دومًا جارية لاتنضب ، ودعها صافية نقية تجري دون توقف بمرور الزمن ، مادامت القلوب عامرة طاهرة . اللهم اجعل قلوبنا عامرة بالإيمان ، وفي طاعة ورضى الرحمن ، في بلد الأمن والأمان والإيمان في ظل حكم الملك سلمان ، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ، يارب العالمين .