أميمة عبد العزيز زاهد
قال الله عز وجل في الحديث القدسي” أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي مايشاء” ولم يقل سبحانه ” أنا عند (حسن) ظن …..فالإنسان الذي توسوس له نفسه بالمشاكل وحياته كلها مآسي ونكد فسيعيش هكذا تحاصره الهموم من كل جانب “الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء” فالخير من الله والشر من أنفسنا فنحن بحاجة إلى أن نتربى على عبادات الشدائد والتي لا تظهر إلا في وقت الأزمات والمحن ومنها: الصبروالرضا واليقين والتوكل والتضرع والابتهال والانكساروالافتقار والتسليم والطمأنينة فإن ضاقت بك النفس ومزق الشك قلبك واستبد بك ولم تجد من تثق به وأصبح القريب منك غريب وأغلق الناس باب الودِّ وانصرفوا فكنْ موقناً بأن هنالك باب يفيض رحمة ونوراً وهدى ورحاب… باب إليه قلوب الخلق تنطلق فعند ملك الملوك باب لا ينغلق فثق بالله وأحسن الظن به.
لأن الابتلاء يظهر لنا حقيقة أنفسنا ويخبرنا بأننا بحاجة إلى توفيق الله وتثبيته في كل لحظة فلنقوي صلتنا به ولنثق ونحسن الظن ولعل في تأخير استجابة الدعاء خير أو لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه ونحن مأجورون على الصبر وكذلك في المصيبة قال تعالى {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} فلنتحلى بالصبر ولا نجزع فإن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه ولعل البلاء يطول فهنا تأتي عبادة أخرى وهي ” الرضا عن الله ” فكأننا نقول: ” يارب إنا رضينا بما كتبته لنا” حتى لو لم تستجب لنا فليس لنا سواك.. ربي مهما حدث فلن نسخط ويزداد البلاء وتأتي عبادة ” التوكل وتفويض الأمور إلى الله ” لكي تكسبنا قوة في الاعتماد على الله وتمنحنا الشعور بقرب الفرج فسبحانه لا يسأل عما يفعل سبحانه نعم تلك هي النفس المطمئنة المؤمنة المتفائلة تؤمن بأنه لا وجود للكرب مادام هناك رب ، ونجد تلك الثقة في أولئك القوم الذين قيل لهم ..إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم.. ولكن ثقتهم بالله أكبر من قوة أعدائهم وعدتهم.. فقالوا بعزة الواثق بالله: حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ولا يعرف هذه المعاني إلا من جرب أنواع المحن ومرت عليه صنوف الفتن والتثبيت يأتي من العلي الأعلى.. فأحسن ظنك بربك وتوكل عليه وابك بين يديه وعلق قلبك بمن يحركه وارفع همك إلى الذي لن تجد أرحم ولا أحن منه فلا يبقى مع الإنسان إلا ربّه فكل الصّلات قد تنقطع إلا صِلَتنا برب العالمين فما أحوجنا اليوم لأمر يعيد التوازن لحياتنا ولن يتحقق هذا التوازن إلا بالثقة بالله فالثقة بالله.. نعيم بالحياة..طمأنينة بالنفس.. وقرة العين.
همس الأزاهير
قال الشاعر:
وإني لأرجو الله حتى كأنني .. أرى بجميل الظن ما الله صانع
وظني فيك ياربي جميل … فحقق يا إلهي حسن ظني