تقرير / عبدالعزيز العنزي: روافد العربية
تناول عدد من أهالي الجوف الحياة بين الماضي والحاضر في شهر رمضان المبارك حيث روى ل “روافد العربية” اثنين من كبار السن الذين عاصرا تلك الحياة الصعبة، خاصة في شهر رمضان المبارك، وتحديا ظروف الطبيعة، ووفرا لنفسيهما المعيشة، التي اعتمدت على التمر، الوجبة الأساسية التي توجد بالجوف، وبقية المأكولات، وإن قلَّت فهي تأتي من العراق والأردن.
وكشف العم أبو عوض “فايز علي العنزي” لـ”روافد العربية” عن أن الحياة والمعيشة كانتا صعبتَيْن، ويأتي شهر رمضان ليجمع الناس مع بعضهم؛ فعند وقت الإفطار في الشهر الفضيل يجتمع الرجال في المساجد لتناول وجبة الإفطار، التي كانت على التمر والماء فقط. والتمر كان يحفظ بالجلود والماعون، والماء بالقرب.
وأضاف العم “أبو عوض”: بعد الإفطار على التمر والماء يصلي الرجال المغرب، وينتظرون في المسجد في قراءة القرآن حتى تأتي صلاة التراويح، ولم يكن هناك وجبة تضاف للتمر والماء خلال أيام الأسبوع عدا يومي الخميس والجمعة؛ إذ يأتي أصحاب البيوت المجاورة للمسجد بأكلتي “الجريش والمقشوش” الأكلتين الشهيرتين بالجوف.
والمقشوش عبارة عن الخبز الرقيق يُكسر قطعاً في صحن، ويشرب بالإدام واللحم، ويخصص ذلك في هذين اليومين لكسب الأجر بشكل أكبر لفضل هذين اليومين. ولفت إلى أن “الناس في ذلك الزمان لم يعترفوا بوجبة العشاء؛ إذ يبقى الناس على ما تناولوه على إفطارهم في المساجد حتى يحل موعد السحور، وإذا حل موعد السحور يتناول أهل الجوف وجبات متعددة، منها “الجريش إضافة إلى “المقشوش”، وكذلك “التمن”، وهو من أنواع الحب، وهو شبيه بـ”الرز” الحالي، ويأتيهم آنذاك من العراق، وأكلة “العصيدة” المكونة من الدقيق المضاف له الماء يطبخ ويضاف له السمن أو الدبس.
وأردف: لم تظهر الشوربات المتنوعة والمكرونة والعدس والرز إلا قريباً، والعدس والسكر الرطب يأتينا من الأردن قديماً،