روافد العربية: عبدالعزيز العنزي
يزخر مجتمع جنوب السعودية على غرار غيره من المجتمعات بكثير من العادات والتقاليد والحكايات التي لم تستطع أن تنال منها المدنية الحديثة، ففي منطقة الباحة فإن لطائر الهدهد حكاية مع أهالي السراة، حيث باتوا هذه الأيام ينتظرون ظهوره الثالث وصعوده من تهامة إلى السراة في إشارة إلى دفء الأجواء وذهاب البرد وبدء موسم الزراعة. يقول القاص والروائي محمد ربيع الغامدي إن علاقة الهدهد بالمنطقة ليست أسطورة أو حكاية وإنما هي حقيقة لأنه يغادر تهامة عند أول بوادر الحر ويطلع السراة مع أول إشارات الدفء، مشيرا إلى أن كثيرا من الطيور تفعل ذلك، وهو ما يسمى موسم هجرة الطيور، قائلا «إلا أن الهدهد مميز في شكله وفي صوته وهو في محيط إدراك الناس والتصق بالذاكرة». سعيد الزهراني يشير إلى أن من علامات اعتدال الأجواء بالسراة ظهور الهدهد، حيث ينتظر الأهالي وخصوصا المزارعين، ذلك للاستمتاع بأصواته مع الصباح، مضيفا أن هذا المشهد تتناقله الأجيال حتى هذا الزمن برغم التطور في كل شيء وخصوصا ما يتعلق بالأجواء والزراعة. ويضيف أن الهدهد يتميز برشاقته وحسن مظهره، خصوصا مع تلك النتوءات الريشية أو القزعة الموجودة في مؤخرة رأسه. عطية الزهراني في العقد الثامن من عمره يشير إلى أن ظهور الهدهد من اللحظات السعيدة والتي ترسم البسمة على ملامح الأهالي، حيث يستبشرون بظهوره ويستمتعون بأصواته المميزة ومنظره الجميل، موضحا أن هذا الطائر يسكن في جحور الأشجار أو الجحور الصخرية الضيقة وحتى في المباني القديمة ويأكل أساسا من الأرض، وغذاؤه الرئيس في المناطق العشبية على الديدان واليرقات والحشرات.