روافد العربية / يحيى مشافي.
مقال ؛ ابراهيم نيازي
كانت اللفتة المؤثرة وما صاحبها من اصطفاف الحنين والتقاء تقاطع الايام والسنين وتمدد حبل الذكريات المكين … .حين وقفت امراة من الزمن الحميل وتبعتها اخريات على مدار الايام الماضية ليرسمن في كل القلوب وقفات الشموخ لامهاتنا ممن رحلن وتركن غصة وحسرة لن تمحها الايام او ممن لا زلن احياء متعهن الله بالصحة وطول العمر.
في ردهات معرض ابهاوي الانيق والوفي ..اناقة ووفاء صاحبه ..تدفقت صور
الحضور البهي لامهاتنا محرضات الحضارة ومبدعات الوهج الانساني
ومنتجات الفرح والسكينة في شتى الصور والمعاني ..
هنا يتبادر الى الذهن مقولة الروائي الطيب الصالح(الحضارة انثى).
جاءت كل واحدة من امهاتنا الكريمات
وكانها تستنطق صورا وتستعيد حكايات البيوت والدروب و ذكريات الاحبة وربيع العمر واخضرار الحقول..
هذه الام وهي تتوكأ على اهداب
الضوء والضياء تتفحص بفرح وسرور
تلك المعروضات …تتبادل معها احلى أحاديث المساء وصباحات ابها المغسولة بالطل والندى وروائح النباتات العطرية حين يعم اريجها
الامكنة والفضاء..
زيارة امهاتنا للمعرض حدث نادر لا اعلم له مثيل منذ خمسة عقود واكثر
انه الحب المتأصل لهذه المدينة العريقة… يعكس العلاقة المتجذرة المتجددة بين ابها واهلها.
وجاءت زيارتهن ليس من اجل التسوق اوتناول الطعام او ليطلعن على اخر صرعات الموضة من ازياء وحلي… وانما واجب زيارة مثلما كان يحدث تلك الايام في زيارة الجيران
لبعضهم في اجواء فرح وبساطة وحميمية وتراحم واحترام .
في جولتهن على أبهاوي …اغرورقت العيون تارة واشرقت الابتسامات تارة خرى ولف الصمت ارجاء المكان لان
الاسئلة لم تنته بعد وقصص كثيرة لم
تات نهايتها…وهذا ما يميز المعرض
الاصيل.
غادرن …والذكريات لم تغادر وذاكرة ابها وفية بامنائها وفي مقدمتهم احمد.عسيري ،عبدالرحمن ابو ملحة،
احمد.نيازي،عبدالله شاهر ،بندر ال مفرح..وغيرهم من اهل الوفاء والنقاء.