يحيى عسيري /محافظة المخواة
بقلم : عيدان أحمد العُمري
يعرَّف العمل التطوعي هو الجهد أو العمل الذي يبذله أي شخص بلا مقابل لمجتمعه سواء عمليًا أوتقنيًا ، وهو وسيلة من وسائل النهوض بالمجتمعات بإعتباره سلوكًا حضاريًا ترتقي به الدول ، ورمزًا للتكاتف والتعاون والإيثار . ويركز على أهم سمة من سمات المواطنة الصالحة التي يكون الشخص فيها مشاركًا في الأعمال المجتمعية ، والتطوعية ، والخيرية ، والإغاثية ، والإنسانية ، مما له الأثر الإيجابي على المجتمع ككل ، والعمل بروح الفريق الواحد ، ومايترتب عليها من مصالح وأمور دينية ودنيوية في إنجازها ، وتجويد الأداء وحب العمل ، وتحقيق الأهداف والتي تعد رافدًا من روافد الثقافة المجتمعية الشاملة والمستدامة .
وتسود القيم الإنسانية في أي مجتمع ، وتتنوع في أشكالها ، وتتفاوت في تنفيذها ، وتبرز أهميتها وقت الأزمات ، ومنها القيم الأصيلة والمحببة للأشخاص في أي مجتمع لفعل الخير للغير ، والمساهمة في نشر فضائله ، وهذه القيم في السابق كانت تقتصر على الأمور الخيرية ، والمساعدات العينية والمادية. وبلادنا ولله الحمد تزخر بالكثير من الأعمال الخيرية ، والإنسانية ، و الفرق التطوعية في كافة المجالات ، وحب الخير للجميع ،
ويعتير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية جوهرة العقد في المنظومة الإغاثية والإنسانية ، وقمة وتاج العمل الخيري والإغاثي والإنساني على المستوى المحلي والأقليمي والعالمي ، ولايقتصر عمله على الأعمال الإغاثية المادية والمعنوية والإنسانية في الداخل بل تمتد أعماله الخيرة ، ومساهماته الكبيرة ، ومشاركاته الفاعلة إلى خارج المملكة العربية السعودية عربيًا ودوليًا ، وكذلك اهتمامه باستقطاب كوادر المتطوعين ، وتأهيلهم ، وتدريبهم للقيام بمسؤولياتهم المجتمعية بكفاءة واقتدار ومهنية عالية ، كما تساهم أيضًا عدد كبير من روافد أخرى من الجمعيات التعاونية ، والإجتماعية ، والخيرية ، والتطوعية ،
والمنتشرة في محافظات ومناطق مملكتنا الحبيبة بدور عظيم و كبير من خلال ماتقوم به من أعمال جليلة وكبيرة بهمة عالية ، ورغبة صادقة ، وبكوادر وطنية مؤهله من أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء للقيام بما أوكل إليها من مهام ، ومسؤوليات وفق اختصاصاتها ، والقيام بها على أكمل وجه ، وقد فاضت قريحتي بالأبيات التالية :
علَّموني أنَّ التطوع قيمة تغرس في الوجدان
علَّموني أنَّ التطوع واجب ديني لأي إنسان
علَّموني أنَّ التطوع نبتة تنمو مع الأزمان
علَّموني أنَّ التطوع ميزة تعلو كما البنيان
علَّموني أنَّ التطوع رؤية وطموح هما شيئان
علَّموني قادتي حب العمل وأصبح لنا عنوان
يالله تحفظ دولتي العظمى وحاكمها علوَّ الشان
وولي العهد بن سلمان ذو هيبة وحكمة واضح البيان
والقطاع التطوعي والخيري كغيره من القطاعات شمله التطوير ، والتحسين في أهدافه وبرامجه ، وطرق تنفيذه ، ودخلت فيه التقنية بأشكالها المختلفة والمتنوعة ، وظهرت جليًّا واضحة كوضوح الشمس رابعة النهار بعد أزمة جائحة كورونا ، والتي اجتاحت العالم ، ونحن جزء من هذا العالم ، ولكن بجهود قادتنا وولاة أمورنا حفظهم الله تعالى وماسخرته هذه الدولة المباركة أعزها الله بالنصر والتمكين من خدمات تنموية عظيمة وشاملة ومستدامة من بنية تحتية ، وتقنية متطورة ، وبجهود المخلصين العاملين من أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء ، فصممت البرامج التطوعية التقنية ، والرقمية ، والتطبيقات ، والمنصات الإلكترونية المتعددة ، والمراكز التدريبية ، المجهزة إلكترونيًا بالغرف الإفتراضية لتدريب وتأهيل المتطوعين والمتطوعات لصقل مواهبهم وطاقاتهم ، وأداء مهامهم بكل مهنية و احترافية ، وتسهيل وتسريع العمل الخيري و التطوعي ، وأصبحت الممارسات والأعمال أغلبها بل جلَّها تقنية ورقمية مواكبة لتطلعات وتوجيهات القيادة الحكيمة ، ولرؤية المملكة ٢٠٣٠ ، وفي ضوء ما جاء في أهدافها ، وبرامجها وخططها المستقبلية الطموحة ، والتي تؤكد على تمكين المسؤولية المجتمعية من خلال تحمّل المواطن المساهمة في المسؤولية المجتمعية بأنواعها المختلفة ، وتوجيه الدعم الحكومي للبرامج التي تحقق أعلى فائدة كبرى ، وذات أثر بناء وإيجابي و اجتماعي فاعل ، وبناء ثقافة تطوعية ومجتمعية ، ورفع نسبة المتطوعين والمتطوعات ، وتحقيقًا وتنفيذًا لتطلعات ولتوجيهات القيادة الحكيمة وما تضمنته الرؤية للوصول إلى مليون متطوع ومتطوعة خلال المدة الزمنية للرؤية المباركة والطموحة ، وأنَّ تحقيقها وتنفيذها بمشيئة الله تعالى وتوفيقه أمر واقع ، وما هي ببعيد .