بقلم الكاتبة / وسيلة محمود الحلبي*
إث ديننا الإسلامي على رعاية اليتيم وكفالته والعناية به وحفظ حقوقه، ويعتبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلَّم أبو الأيتام فقد نشأ يتيم الأب ثم توفيت والدته فأصبح عليه الصلاة والسلام يتيم الأب والأم، وهذا تشريف لكل يتيم.
فحماه الله ويسّر له من يكفله ويعتني به ويحميه، قال تعالى: “أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى “، ثمّ وجّه الله تعالى الناس إلى إكرام اليتيم والعناية به حيث قال: “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ”.
وها هو العالم أجمع يحتفل في الأسبوع الأول من إبريل كل عام باليوم العالمي لليتيم كما أصبحت هناك منظّمات وجمعيات تهتم بأمر اليتيم، حيث يتم في هذا اليوم التركيز على الأيتام ومحاولة إسعادهم وتقديم الهدايا واصطحابهم في الرحلات المختلفة.
وتعتبر مملكتنا الغالية قدوة في هذا النهج العظيم، حيث تشارك دول العالم في اليوم العالمي لليتيم لإدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم، ولكن يختلف هذا الاحتفال عن سابقه بالتزامن مع الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا المستجد. ويتم فيه التركيز على أهمية اليتيم وذكر الجهود التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ممثلة بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية في هذا الخصوص.
وفي هذا اليوم يسعدني أن أتحدث عن جمعية “كيان” للأيتام ذوي الظروف الخاصة وعن “بصمتها” الرائعة في “تمكين الأيتام ” بكل المجالات التي تجعلهم أقوياء وأسوياء صحيا ونفسيا وثقافيا وعلميا وعمليا، وأفرادا ينعمون بنفسيات جميلة ومتصالحة مع المجتمع ومحبون للحياة.
الحديث عن جمعية “كيان ” ذو شجون “فبصمتها” الرائعة في خدمة أبنائها الأيتام ترفع لها القبعة عاليا، ويشهد لها القريب والبعيد. هي نوع أخر من الجمعيات فرئيسة مجلس إدارتها أم الأيتام “سمها بنت سعيد الغامدي” عايشت منذ تخرجها من الجامعة الأيتام في أماكن متعددة، حتى شغفت بهم وامتلئ قلبها بحبهم، وأصبحوا همها الأكبر مما جعلها تسعى مع بعض محبات هذا العمل العظيم بتأسيس هذه الجمعية الباسقة بالعطاء، والتي لا تدخر ذخرا في حفظ كرامتهم وحفظ حقوقهم، ونفعهم وإفادتهم وتلبية احتياجاتهم العاطفية، وتقديم الرعاية النفسية لهم وتعليمهم، وتمكينهم والبحث المتواصل عن مصالحهم وإسعادهم، وتعريفهم بكل حقوقهم والعمل على دمجهم في المجتمع.
فقد تمكنت جمعية “كيان” بفضل الله أولا، ثم بفضل القائمين عليها والشركاء والداعمين بتحقيق دورا هاما وأساسيا في تمكين أبنائها وبناتها الأيتام ، حيث تعددت مجالات التمكين في عدة مشاريع خصصت لهم مثل مشروع “علم” لمتابعة دراساتهم العليا ، ومشروع “سكن “لشراء عدد من المساكن لهم ، ومشرع “حج ” لتمكينهم من أداء فريضة الحج وتحصينهم من الناحية الشرعية ، وتحويلهم إلى طاقة فاعلة في المجتمع وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم وتنمية قدراتهم ، ورفع مستوى طموحهم بما يحقق التوافق النفسي والتكيف الاجتماعي والتنمية المستدامة لهم ،
إضافة إلى حضورهم الدورات وورش العمل والمحاضرات مما كان له كبير الأثر في تمكينهم علميا وثقافيا واجتماعيا، وتحفيزهم وتوفير فرص العمل لهم، إضافة إلى ترميم بعض منازلهم، وتوفير السلات الغذائية لهم وتقديم البرامج الوقائية للحد من تفاقم مشاكلهم والإسهام بتغيير نظرة المجتمع اتجاههم، وتوعيتهم الكاملة بكيفية اتخاذ الإجراءات الصحية لتفادي التعرض لفايروس كورونا المستجد، كما قدمت لهم بعض الأدوات الصحية وأدوات التعقيم والعناية الطبية ليكونوا أصحاء وفاعلين بالمجتمع .
إن بصمة جمعية “كيان” لم تقتصر على أبنائها الصغار فقط، بل تعدت ذلك إلى من هم في مراحل دراسية عليا، كما شملت بصمتها المتزوجون منهم وأولادهم أيضا. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على العطاء من القلب وبدافع ديني وإنساني كبيرين،
ألم أقل في البداية
” كيان بصمة عطاء”.
* سفيرة الإعلام العربي
*عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
*عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب