المفتي : مبادرتي حياة كريمة” و”تكافل وكرامة” تؤسس لمبدأ التراحم وتعود بالنفع على المجتمع

فوزية عباس / روافد

قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي جمهورية مصر العربية ، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: إن هناك نصوصًا كثيرة تحث على التراحم والتكافل، وهي من الكثرة بحيث يصعب حصرها، حيث يصف ربنا نفسه بالرحمة ابتداءً، وعليه يبتدئ المسلم عمله صغيرًا كان أو كبيرًا بـ “باسم الله الرحمن الرحيم”، وكل عمل الإنسان يجب أن يكون مشتقًّا من الرحمة ليثمر التراحم، حيث: «الراحمون يرحمهم الرحمن»، وهذا التعبير الرائع يصلح عنوانًا لكل إنسان مسلم، بحيث يجب أن تكون حياته رحمة وتراحمًا مع غيره.

جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج “نظرة” مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم الجمعة.

وأضاف فضيلته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالمؤمنين رؤوفًا رحيمًا، لم يضرب حيوانًا ولا نباتًا ولا جمادًا، كان يحث على الرفق في كل شيء، والرفق من ثمرات التراحم، واستحضاره يولد الرحمة بكل ما في الوجود حتى الجماد؛ وقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها، ودخلت بَغِيٌّ الجنةَ في كلب سقته. ثم يرتفع صلوات ربي عليه وسلامه بالرحمة إلى ذراها عندما يعامل الإنسان، إلى درجة أنه لم يضرب زوجًا ولا ولدًا ولا خادمًا، ولم يضرب على الجملة أحدًا بيده قط، وإنما هي يد الكرم والعطاء والرحمة، التي ترتكز في النفوس فتنعكس ثمرة ذلك على سلوك المسلم العام.

ولفت فضيلة المفتي النظر إلى أن رحمته صلى الله عليه وآله وسلم عامةً شاملةً للعالمين جميعًا؛ لا تختص بعرق دون عرق، ولا بلون دون لون، ولا بدين عن دين، بل كانت رحمة لكل البشر، وكان يأمر الناس بذلك، ويجعل دخول الجنة موقوفًا على ذلك، بل قد نص فقهاء المذاهب المعتمدة على جواز الدعاء لغير المسلم بالصحة والعافية ونحو ذلك مما يصلح به دنياه، وقد دعت الشريعة إلى غوث الملهوف وكشف الكرب عن المكروب أيًّا كان دينه أو معتقده، بل استحبت ذلك للحيوان أيضًا؛ حتى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ» متفق عليه.

وتناول فضيلته وسائل تنمية الرحمة في القلوب وتعزيزها بالرجوع إلى الله ومراجعة النفس لترقيق القلب، مناشدًا الجميع بعدم الشماتة فيمن نختلف معهم في الرأي والمعتقد مسلمين وغير مسلمين، وخاصة من الأموات؛ فيجب الكف عن ذلك.

وثمَّن مفتي الجمهورية كل المبادرات الحكومية التي تقوم بها الحكومة المصرية برعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مثل “حياة كريمة”، أو “تكافل وكرامة”، وغيرها من المشروعات الخدمية كتبطين الترع بما يعود بالنفع والرحمة على المجتمع.

واختتم فضيلته حواره قائلًا: إن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن متكَلَّفة أو من قبيل التجمل أو التصنع، إنما هي رحمة حقيقية تلقائية مُشاهدة في كل أحواله وأطوار عمره الشريف، من خلالها فاض الخيرُ وعمت البركة ووصلت المنافع للقريب والبعيد وشملت العناية والرعاية المستحقَّ وغير المستحق دون تمييز.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خطيب المسجد النبوي: القلب إذا امتلأ بشيء ضاق عن غيره

فاطمة محمد مبارك -أبها أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب بن حميد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.