بقلم : أسماء الغبر
تنويه.. ” أنا لا أتحدث في مقالتي هذه عن أولئك الذين أكرمهم الله وفضلهم ليكونوا في ضيافته لأداء فرائض الصلوات الخمس في المسجد تقبل الله منهم وجبر قلوبهم بالعودة إلى المساجد بإذن الله تعالى” •
امتلأت الحالات بمنشورات لا لإغلاق المساجد ووصلت التغريدات للترند وكل من ينادي بالتضامن مع هذا القرار الوقائي والإحترازي المضطر ،
لكن لي وقفة والرأي حر فقبل أزمة كوفيد 19 صرفها الله عنا وعنكم يارب العالمين وقبل أن يُعلن عن هذا الإحتراز تمر على بعض المساجد صدفة كصلاة العشاء فترى صفا واحد خلف الإمام ومائة شخص خارجه يقضون حوائجهم الدنيوية. وقد احتنت رقابهم على هواتفهم وشغلتهم الدنيا عن الدين فأصبحوا في غفلتهم مغرقون ، والنساء اللاتي يعلقن المنشور في حالاتهن قد تجد أغلبهن لا تعرف إن كان إبنها يذهب للمسجد أصلا .. !!
هي الأيام الأولى من شهر رمضان تجد الجميع يجيبون ويلبون نداء حي على الصلاة فتتزاحم المساجد حتى تصل إلى فناء المسجد من الخارج ، وصلاة الجمعة أيضا تراهم يركضون ويهرولون عند إقامة الصلاة ناسين أن الجمعة في الخطبة والحج في عرفة ، والشيء العجيب والذي أود أن أركز فيه الأنشطة الرياضية المحلية التي تُقام في العصر فيتزامن وقتها مع صلاة المغرب فترى القوم عند الأذان صرعى كأنهم اعجاز نخل خاوية يتحركون كمن قيدت قدمه فلا يستطيعون الحراك إلا بخطى ثقيلة وقتا تنتشر فيه الشياطين لتغزوا من هم مثلها من الإنس ، ومنهم من يتناسى الوقت ويتجاهله مع علمهم إن كانوا يعلمون أن المغرب ضيف قصير المدى خفيف الزيارة فكان الأحرى بهم أن يتيقنوا وقت الصلاة وينتهوا قبله بدقائق إن كانوا هم ينتهون ، وكذا أولئك الذين يستنشقون نسائم العصر ويستمتعون بغروب الشمس في كبد السماء والروعة الربانية في إقبال المساء وكأن الغيم قد خيم عليه فتراهم يناجون البحر ويشاكون موجه الهاديء غارقين في مشاكلهم وضيق دنياهم فيتكاسلون ويقعدون مع القاعدين ، وهناك ثلة من هؤلاء يحافظون على صلاتهم ولكن في بيوتهم بسبب ارهاقهم وتعبهم من اللعب ، وعلى هذا الحال والمنوال أغلب المساجد مغلقة روحيا ..
وهزة المنشور بأن يتحد الجميع على فتح المساجد من لدن بعض الناس تجعلنا نرجع إلى الخلف لنرى المساجد من فيها أصلا ؟! إلا قليلا من المُوَفَقين والحمد لله رب العالمين .