الطائف / يحيى مشافي
ورد الطائف الأغلى ثمناً والأعلى جودة عالمياً
انطلقت بمركزي الهدا والشفا بمحافظة الطائف عمليات جني وقطاف الورد الطائفي الذي اشتهرت بزراعته منذ زمن بعيد حتى ارتبط اسمه باسمها وبات يعرف باسم الورد الطائفي، وأقيمت معامل لإنتاج مائه وعطره وتسويقه على النطاق المحلي و خارج المملكة .
وتحتضن الطائف اليوم أكثر من 850 مزرعة تخصصت بزراعة الورد الطائفي الشهير وتنتشر في مناطق الهدا والشفا ووادي الأعمق ووادي البني ووادي محرم وبلاد طويرق والشفا والمخاضة وغيرها .
ويعمل مزارعي الورد على تسويقه بشكل منتجات مختلفة يقومون بتصنيعها في المصانع المتوفرة بالمنطقة أو من خلال الاستعانة بمصانع خارجية فيما البعض الآخر يقوم باستخراج مائه وعطره في المعامل المنشأة لهذا الغرض داخل مزارعهم وبالطريقة التقليدية القديمة.
وأوضح العم ” محيا الطلحي ” مالك مزرعة ورود الشفا أن مواعيد زراعة شتلات الورد تبدأ في فصل الربيع “الطرف” ، كما يبدأ التشذيب وقص فروع الشتلة التي زرعت قديما حتى لو كان عمرها سنة واحدة ليتسنى للمزارع جني ثمار الورد بسهولة
ويحرص العم “محيا” على مرافقة العمال يومياً منذ ساعات الصباح الباكر لمتابعة عمليات القطف وجني المحصول والإشراف على استقبال الورود من المزارعين استعداداً لبدء عملية التقطير في مصنعة الذي أقيم خصيصًا لخدمة مزرعته والمزارع المجاورة له بالمنطقة، وتتم عملية التقطير على مراحل تستمر لأكثر من 8 ساعات بدءًا باستقبال الورد ثم وزنه وانتهاءًا بالتقطير والتبريد للحصول على دهن الورد . ويسبقها قبل ذلك العديد من المراحل التي تمر بها شجرة الورد الطائفي حيث أن عملية الري تبدأ بعد التشذيب في فصل الربيع وتستمر حتى نهاية فصل الصيف ، في حين يبدأ موسم قطف الورد مع بداية الأيام العشر الأولى من شهر مارس ويستمر لمدة تتراوح ما بين خمسة أسابيع إلى سبعة أسابيع وتختلف باختلاف توالي الفصول الأربعة حيث تتأخر مدة بداية القطف في كل سنة من 10 إلى 15 يوماً ” .,
وأشار إلى أن عملية جني الورد تتم بالطريقة التقليدية و من ثم تصنيع مائه وعطره أو بيعه لأصحاب المصانع لمن لا يمتلك مصنعًا حسب السعر الذي يتم الاتفاق عليه بينهما الذي يبلغ عادة ما بين 30 و40 ريالاً لكل ألف وردة .
و شرح العم ” محيا الطلحي ” بعد ذلك وخلال الجولة التي رافقه فيها وفد اللجنة الإعلامية التابع لجامعة الطائف أن صناعة عطر الورد الطائفي ومائه تكون من خلال وضع عشرة آلاف إلى ثلاثة عشر ألف وردة في القدر الخاص بطبخ الورد و التقطير وإشعال النار تحته حيث يتجمع البخار الناتج عن الطبخ و يخرج من أنبوب في غطاء القدر وتمر داخل إناء به ماء لتبريد البخار حيث يتكثف ومن ثم تخرج قطرات إلى ما يسمى التلقية وهي عبارة عن قنينة ذات عنق تسع من 20 إلى 35 لترا .
وأشار إلى أن هذه العملية يطلق عليها التلقية الأولى و يطفو عليها في العنق المادة العطرية و تسمى العروس و بعد امتلائها توضع تلقية أخرى و تسمى الساير , موضحا أن نسبة تركيز رائحة العروس تصل إلى حوالي 80 في المائة والثنو إلى حوالي 50 في المائة أما الساير فلا تتجاوز نسبة التركيز فيه من رائحة الورد عن 20 في المائة .
و يصل سعر تولة الورد الصافي إلى أكثر من ألفي ريال فيما يبلغ سعر ماء الورد (العروس) حوالي 35 ريالا و ماء الورد (الثنو) 20 ريالا و ماء الورد الساير عشرة ريالات .
هذا وتنظم جامعة الطائف لهذا العام مهرجان الورد الطائفي 16 والذي يقام افتراضياً يتخلله العديد من البرامج والندوات المقامة كفعاليات مصاحبة بالشراكة مع أمانة محافظة الطائف وإدارة التعليم و وزارة النقل ودارة الملك عبدالعزيز وغرفة الطائف بالإضافة إلى جمعية الثقافة والفنون ونادي الطائف الأدبي و مؤسسة التدريب التقني والمهني والشبكة السعودية للبحث والإبتكار وجمعية مراكز الأحياء وبرنامج المدن الصحية بمحافظة الطائف والجمعية التعاونية للورد الطائفي ومجموعة بن مشرف لتنظيم المعارض والمؤتمرات .