جدة – عبد الله الينبعاوى
تواصلت فعاليات ملتقى قراءة النص في دورته الـ17، الذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، بالتعاون مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا، تحت عنوان “الأدب العربي وفضاءات المثاقفة”، بالجلسة الرابعة، التي أدارها الدكتور حسن النعمي، وشارك فيها الدكتور ظافر العمري بورقة عنوانها “تلقّي التفكيكيّة في الثقافة العربيّة”، تدور حول موضوع الاتجاهات النقديّة المعاصرة وأفاق المثاقفة. وذلك بدراسة موجزة لتلقّي التفكيكيّة عند محمّد أركون، بوصف التفكيكيّة هي إحدى النظريّات النقديّة التي شاعت في العصر الحديث، واتجهت لدراسة النصّ، واعتنت بالجذور الفكريّة للإبداع، وللنصّ اللغويّ عموما. مشيرًا إلى أن التفكيكيّة وجدت سوقا قائمة في مجال النقدي التطبيقيّ، بل أصبحت إجراءاتها من أكثر تطبيقات النقد، سواء صدر ذلك من وعي الناقد، أو كان انتهاجا لتطبيقاتها من خلال تسرّبها في أعمال النقد المعاصر.
ثاني الأوراق قدمها الدكتور سامي جريدي تحت عنوان “صدمة المواجهة” وهو “بحث في المثاقفة السردية السعودية”، سعى من خلاله إلى محاورة النص الروائي السعودي، عبر نماذج مختارة، وذلك من خلال تناول ملامح المثاقفة المرتبطة بفلسفة العقل العربي، واختلال الرؤى، وصدمة المواجهة مع الآخر، ومن تحول وتداخل ثقافي، وانهيار العادات و القيم، وتشعب مفهوم الحريات. مبينًا أن هذه الملامح ودلالات المثاقفة تتسع وتضيق من تأثر وتأثير، وتبادل معرفي، وتحول ثقافي، بحجم الزاوية التي يمكن النظر إليها من خلال رؤية الكاتب السعودي، ومن ثم رؤية الشخصية السردية داخل مفاصل الأحداث وعناصرها على مستوى النص السردي.
أما الباحثة سمية عابد العدواني فتتبعت في ورقتها “أثر المنفى في تشكيل الفكر النقدي والإبداعي عند إدوارد سعيد”، عبر قراءة في تجربته الذاتية “تأملات في المنفى”، معللة اختيارها لهذا الكتاب لكونه يحمل رؤية نقدية عميقة ساهمت في تشكيل الحراك النقدي العربي والغربي ما بعد الحداثي، وضم بين دفتيه العديد من المقالات النقدية التي كتبها إدوارد سعيد بعد مروره بتجارب نقدية وثقافية، وهي أيضاً خلاصة لأبحاث ودراسات قدمها قام بجمعها في كتابين، وهي تمزج ما بين السيرة الذاتية للكاتب وتجربته الإبداعية والنقدية وكيف أصبحت ثقافته مزيج من حضارتين أو ثقافتين مختلفتين وأثر هذا الأمر في نقده وإبداعه، كما يظهر هذا الأثر على حياته الشخصية التي تتقاطع في بعضاً من جوانبها بشخصية “جوزيف كونراد”.
كذلك شارك الدكتور وائل بن يوسف العريني بورقة ناقشت “التطور الحضاري للذات في نظر الآخر”، من خلال كتاب ملاحظات عن البدو لـ(جون بوركهارت)، من زاوية النظر في تشكيل صورة المكون البشري في الجزيرة العربية، الذي وصفه الرحالة/ المستشرق بـ(البدو)، ليستجلي عددا من تشكيلات هذه الصورة في هيئتها الخاصة وصفا واستقصاء، في المظهر والعلاقات العامة بين أفراد المجتمع الواحد، عبر (3) محاور تتمثل في: تصور الآخر عن الذات، والأبعاد الحضارية للذات، وأثر الذات في الآخر.
أما الباحث سلطان عاطف العيسي، فقد حدد لنفسه (5) أهداف سعى للوصول إليها من خلال دراسته المقارنة في البنية الشخصية في بحثه “ثقافة شخصية (ك) لكافكا في الرواية السعودية”، وتمثلت هذه الأهداف في: تقديم دراسة فنية لبنية شخصية (ك) في أعمال فرانز كافكا وفي الرواية السعودية، والكشف عن أبرز مظاهر المثاقفة من خلال دراسة شخصية (ك) في الرواية السعودية، ومعرفة مواطن التأثير والتأثر بين بنية الشخصية في عينة الدراسة، والأعمال الأصلية، وإيضاح طرق تقديم وبناء شخصية (ك) في الرواية السعودية، ومقارنتها بالأعمال الأصلية، بالإضافة إلى إبراز أهم القضايا الفكرية والثقافية لشخصية (ك) في الرواية السعودية، ومقارنتها بالأعمال الأصلية.