فاطمة الأحمد
– صف ما مضى؟
– الغموض في أحلك قيعانه ، الوجع في أعمق وصوله..والمذاق الفاجع الذي يدلغ اللسان بالمرارة ، وهذه الأيام ليست عاقراً قد جعلت الولدان شيباً!
فجأة ذهب الناس جماعات ، وتحولت نباتاتي الصغيرة لأشجار ظل ، وقَدِم للحياة معنا خلقٌ جديد، وخفتت الأرض في باطنها بشيء مما كان على ظهرها..
لا أملك المزيد من الكلمات ؛ التحول زاد من حجم الشبهات في نفسي أن الدنيا أصابها طوفان من نوع مبتكر، وأن مرارة كبيرة تطفو فوق إحساس العقل فكأنه الشلل.
هذا الطوفان يُنازل إنساناً أعزل أفاق غرةَ يومٍ ولم تغفو عينه بعدها ؛ فأخرسه الهول..
ثم يقرر :
لن أفتش عن أي بارقة، ولا أريد أن أُصلح أي شيء، ولا أن أعيد ترتيب الأشياء، وحتى هذه العلة لن أعالجها. ليبقى خلفي الخراب كله.
ثم يقرر :
أن أستلقي ماشئت..لأنه مامن شيء أقوى في هذه المجابهة من هذا السكون ثم لتمضي كما أتت..
فحدث أن أصابنا شيء لا نعرف موضعه، ولا نعرف كيف يجب أن نتعافى منه..
إلا أنه يكفي من وجعه أن تعرف أننا فقدنا قدراً كبيراً من الشعور بأشياء تعبر أمامنا ولا ندركها، مثل كمية كبيرة من الجمال لم نلحظ زينتها وتوهجها قد خمدت لغير رجعة، وأن تغييراً جذرياً حدث ولم نلاحظه وهو يتغير قد أُبيد بعد أن ظهر .
أي عمق غامض وحامض هذا الذي لا يمكّنك من صياغة فكرة واحدة عن مضمونك فيه بوضوح..
إلا أن الذي يمكنه الهدوء قد أُوتي خيراً كثيراً وحظاً وفيراً فكلنا أبيضت عيناه من الحزن، ونرتقب بشيراً يُلقي بقميص النور فترتد أعيننا بصيرة.