جدة- عبد الله الينبعاوي
يكرّم ملتقى قراءة النص في دورته الـ17، التي ستنطلق يوم الثلاثاء المقبل، الأديب الراحل الدكتور عبدالله منّاع، في لفتة اعتبرها عدد من الأدباء والمثقفين قيمة وفاء عرف به النادي الأدبي الثقافي بجدة.
وفي هذا السياق يقول الدكتور عبدالمحسن القحطاني: تربطني بالدكتور عبدالله مناع روابط كثيرة، حقيقة لم أجلس معه في جلسات خاصة أبدا في حياتي، وإنما كل لقاءاتي به في ندوات، محاضرات، مناسبات عامة، وكثيرا ما شاركته في جلسات الجنادرية، إثنينية عبدالمقصود خوجه, نادي جدة الأدبي وفي بعض المنتديات الخاصة، مارس الكتابة صغيرا حينما كان يدرس في كلية الطب في جامعة الإسكندرية وأرسل قصصه إلي جريدة الرائد، فنشرتها له وظل يتابع إنتاجه وهو يدرس, الدكتور عبدالله لم ينس الإنسان ولم يتغير على المكان, أخلص لجدة فكتب لها وحولها وفيها, ولم تكن كتابة لتقرأ فقط بل سمعت قبل أن تقرأ فإذا (هي سجل باذخ إن صح هذا التعبير) عن مدينة جدة تشم فيها فعلا رائحة المكان وحركة الإنسان .
ويختم القحطاني بقوله: كان -رحمه الله-يعرف قيمة الإنسان فلا يئدها ويصطفيها لمن حوله من خاصته , يذكر ما في هذا الإنسان من موهبة ,مهارة ,نقاء, وفاء ,وعشرة , إنه نسيج وحده مهما اختلفوا حوله فانه يظل الإنسان الوفي لأصدقائه ومحبيه ومريديه يقف معهم في أمور شتي؛ هذا هو الدكتور عبدالله مناع.
ويقول الدكتور عبدالواحد الحميد: مناع كان واحدًا من أبرز الكتّاب الذين تعلقت بكتاباتهم منذ زمن مبكر في رحلتي مع القراءة، ثم أكرمتني الأيام فتعرفت عليه وعملت معه في مجلة اقرأ في سنواتها الأولى بمدينة جدة، ثم مراسلاً لها في أمريكا خلال سنوات البعثة الدراسية، ثم كنت عضوًا في الهيئة الاستشارية لمجلة الإعلام والاتصال التي كان رئيسًا لتحريرها، واستمرت علاقتي معه وتواصلي منذ ذلك الزمان حتى قبل وفاته بأسابيع عندما تردى وضعه الصحي. وعلى مدى تلك السنوات كنت أنظر إليه كأستاذ أتعلم منه، وأسعد بملاحظاته، وأستقي الكثير من المعلومات مما يكتبه، وبما يخصني به حين نتواصل هاتفيًّا، أو يسعدني الحظ بلقائه.
ويخلص الحميد إلى القول: لقد حفر المناع لنفسه نقشًا خالدًا في ذاكرة الصحافة السعودية، وفي ميادين الثقافة والخدمة المجتمعية. ونحن برحيله نفتقد أستاذًا ورمزًا ثقافيًّا متوهجًا، ووجهًا اجتماعيًّا بازغ الحضور في المجالس والمنتديات حيثما حل.
ويشارك الناقذ حسين محمَّد بافقيه بالقول: كان الدكتور عبدالله منَّاع – رحمه الله – مَجْمَعًا للمختلِفات، كُنْتُ أُحِسَّ أنَّه – وقد عرفتُه قديمًا – (باشا)، أو (لورد)، له سَمْتٌ لا ينزل عنه أبدًا، لكنَّك تستطيع أنْ تعدَّه (باشا شعبيًّا) يجتمع حوله هُواةُ الأدب والصِّحافة والسِّياسة، أولئك (الحرافيش) الذين لا يَعْدِلون به أحدًا، والذين أحبُّوه وبالغوا في الإعجاب به، لَمَّا عرفوه وجلسوا بين يديه. كان في عبدالله منَّاع شيء ساحر.. كان فيه ما يجعله في قلب المشهد الثقافيّ والأدبيّ والصَّحفيّ والاجتماعيّ، وكُنْتُ أعجب كيف تأدَّى لشابٍّ صغير لمْ يُتِمَّ، حينئذٍ، شهادته الجامعيَّة – أن يكون (كبيرًا)، وأن يصبح صديقًا لشيوخ الأدب، وأن يكون مِنْ أصفياء محمَّد حسن عوَّاد، وعزيز ضياء، وأحمد قنديل، ومحمَّد حسين زيدان، وأن يمتاز، مِنْ بينهم، بأسلوبٍ أدبيٍّ، وأن يصبح، عمَّا قريب، سيِّد المقال الأدبيّ والسِّياسيّ، دون أن ينسى القصَّة القصيرة والرِّواية.
ويسترجع فهد الخليوي سنوات عمله مع المناع في بدايات مجلة “اقرأ”، موردًا لمحات منها، خالصًا منها إلى القول: لم يكن المناع رئيس تحرير متسلط أو يبحث عن مصالح شخصية من خلال منصبه ، كان رحمه الله صديقا وصادقا مع كل الذين عملوا معه يقف معهم في السراء والضراء يدعمهم معنويا ويدافع عنهم بقدر ما يستطيع.